80 ٪ من الأزواج يكذبون حول رواتبهم تعرّفي إليهم!


كلنا يعرف أن للوضع المالي تأثيره في التوافق الزوجي، وأن كثيرًا من الخلافات-وحالات من الطلاق- تنشأ بسبب الأمور المالية، الزوج يتهم زوجته بالتبذير، وأنها لا تقيم حسابًا للمال، وهي تشكو تقتيره، وحرمانه لها من مباهج الحياة، ومن جانب آخر نجدها تعطي أذانا مصغية لبعض المقولات المحرضة على العصيان.. مقتنعة بها مثل: «اصرفي ما في جيبه تعلمي قدرك في قلبه»، إضافة للمثل الشعبي المشهور«قصقصي ريشه لا يلوف بغيرك»، ودائمًا ما يعود الضمير الغائب على الزوج.


وفي أغلب الحالات تتكون لدى الزوجات قناعة بأن المال الزائد في جيب الزوج مفسدة، يفتح له باب الشيطان على مصراعيه؛ إذ ربما تزوج بأخرى!


سر الأسرار
على عينة قوامها 300 رجل-متزوج وغير متزوج- أوضحت دراسة عربية أعدها مركز الأسرة بالقاهرة أن 93 ٪ من الرجال يكذبون بشأن رواتبهم متعمدين الكذب، ومصرين عليه وبطريقة منظمة، وكأن الأمر حقيقة متعارف عليها، يتبعها جميع الرجال، وأنه سرهم الخاص الذي لا يجوز الكشف عنه لأحد؛ ليبقى لديهم هامش للادخار بعيدًا عن عيون الزوجات -والمرأة بعامة- دون النظر للهدف من هذا التكتم.


الادخار السري
بينما صرحت دراسة-شملت ألفي رجل- نشرها أحد المواقع الأوروبية على شبكة الإنترنت: أن 80 ٪ فقط من الرجال لا يحبون أن يستفسر أحد عن رواتبهم؛ خوفًا من طمع الطامعين وحسد الحاسدين، أو من الأيادي التي تمتد للاستدانة، أو طلب المساعدة، ومرات يكذبون لكسب مكانة في المجتمع، وفي أحيان كثيرة يكون الكذب بغرض التأثير على المرأة، ولفت انتباهها إلى أهميته.. فيتظاهرون بالغنى؛ لاعتقادهم بأنها تحب التقرب من الرجل الغني أكثر من الفقير، هذا إن لم تكن المرأة زوجته، بينما نجدهم يقللون من قدر المال الذي يكسبونه في مواجهة الزوجة بهدف تقليل المصاريف.


لماذا يكذبون؟
سؤال طرحته الدراسة، وأجابت عنه الدكتورة المشرفة وفاء البكري، أستاذة علم الاجتماع بالمركز، فالشراكة والصراحة بين الزوجين مبعث للمحبة والثقة بينهما، ولكن هذا لم يمنع غالبية الأزواج من إخفاء حقيقة رواتبهم، والدوافع تتلخص في عدة أسباب:


يرى الزوج نفسه صمام الأمان لأسرته، وعليه أن يدخر جزءًا من دخله تحسبًا للطوارئ، ولتأمين مستقبل أفضل لنفسه وأهل بيته.
كثير من الأزواج يعتقدون أن زوجاتهم لن يرضين، وسيقمن الدنيا ولن يقعدنها، إن علمن بادخار الزوج لجزء من راتبه.
معظم الأزواج أكدوا أن مطالب الزوجة تزداد إن علمت بوجود دخل إضافي، أو علاوة مالية على الطريق، مشيرين إلى هوايتها المفضلة في التسوق والتبذير.
نسبة منهم يرغبون في النفقة على والدهم، أو أحد أفراد أسرتهم بمبلغ من الدخل، بعيدًا عن عيون الزوجة، والحرج لو علمت.
آخرون يتكتمون حقيقة دخلهم؛ لينفقوا على متعلقاتهم الشخصية، وسهراتهم مع الأصدقاء دون محاسبة أحد.
بعضهم يلجأ لإخفاء قدر من دخله على زوجته العاملة، دعوة لها للمشاركة بدلا من ادخار معظم دخلها، مادامت تتغيب عن البيت.


أزواج يفصحون
عن نوعية هؤلاء الأزواج الذين يصرحون بحقيقة دخلهم تراهم الدكتورة وفاء البكري ثلاثة أنواع:


أولاً: الزوج الطيب الذي ينظر لزوجته كشريكة له في سفينة الزواج؛ ويخبرها لتتوافق احتياجاتها ومشترياتها مع قدر راتبه دون تجاوز.


ثانيًا: الزوجان اللذان يعملان بالغربة معًا، فيعرفان قدر راتب كل منهما، وينفقان على معيشتهما، ويدخران ما يستطيعان ادخاره معًا للمستقبل.


ثالثًا: الزوج الفقير الذي يكفي راتبه بالكاد الاحتياجات المعيشية لأسرته، وربما كان يمنحها راتبه كاملاً ويأخذ مصروفه منها

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق