فزع فى .. ماسبيرو


كتب – أحمد كيلانى:منذ 55 دقيقة 29 ثانية
أثار تقديم المذيعة فاطمة نبيل لنشرة أخبار الظهيرة بالتليفزيون المصرى جدلا إعلاميا واسعا؛ حيث تباينت ردود الأفعال حول ظهور أول مذيعة محجبة فى نشرة إخبارية على التليفزيون المصرى.
ففى الوقت الذى اعتبر فيه بعض الإعلاميين قرار وزير الإعلام بأنه جاء متأخرا؛ خاصة أن الحجاب لا يُعيق طبيعة عمل المذيعة، بالإضافة إلى أنه حرية شخصية باعتباره يخص من ترتديه؛ وأن هذا القرار بمثابة خطوة لتصحيح وضع شاذ خلقه النظام السابق الذى أصر على محاربة أى مظهر دينى - تخوف البعض الآخر من أن هذا القرار يكون مُبطّنا بمغزى سياسى؛ ومحاولة لتطبيق الفكر الإخواني في الأماكن الحيوية التى تمثل نقطة لتوجيه الرأى العام؛ خاصة أن هناك عددا كبيرا من مذيعات ماسبيرو يرغبن بارتداء الحجاب.وحول هذا الجدل أكد الدكتور صفوت العالم أستاذ الإعلام السياسيى ورئيس لجنة الرصد والتقييم الإعلامى أن "الضجة" التى صاحبت ظهور المذيعة فاطمة نبيل بالحجاب سببها تخوف الكثيرين من "أخونة" الإعلام، خاصة أن هناك رغبة للعديد من المذيعات داخل ماسبيرو لارتدائه, مشيرا إلى أن التليفزيون المصرى فى حاجة إلى تعديلات جوهرية سواء في مضمون العمل أو السياسة الإعلامية؛ وليس مجرد إصدار قرار يخص الشكل والمظهر؛ فالأهم فى العمل المهنية والأداء بغض النظر عن ارتداء المذيعة حجاب أم غير ذلك.
كما أكد أن قرار وزير الإعلام بظهور المذيعات المحجبات يعد تطوراً طبيعيًا لوضع الإعلام المصرى بغض النظر عن هوية نظام الحكم فى البلاد .


الإخوان يتوغلون فى الإعلام

بينما وصفت الإعلامية فريدة الشوباشي أن ظهور المذيعات بالحجاب على الشاشات ، بأنه ليس حرية شخصية مثلما يصف البعض؛ فربما يتحول بعد ذلك إلى فرض على المذيعات؛ كما قد يكون الحجاب بعد ذلك وسيلة للتمييز بين المذيعة المسلمة وغير المسلمة.
أما قرار وزير الإعلام فوصفته بأنه قرار شكلي؛ المراد به إلهاء الجميع عن الهدف الأساسي وهو إصلاح الكيان الإعلامي ومعالجة القصور وتطوير الأداء المهني داخل ماسبيرو .
كما أكدت الشوباشى على ضرورة إعادة المصداقية للإعلام المصري المتردى؛ خاصة أن نظام مبارك أفقد إعلامنا ريادته وتميزه عن الإعلام العربى، مشيرة إلى أن الإعلام "طبّل" لنظام مبارك وعليه حاليا ألا يعمل على خدمة النظام الحاكم بقدر ما يعمل لخدمة الشعب المصري والرأى العام العربي، مؤكدة أن الإخوان المسلمين حريصون على إنتاج طبقة إخوانية وطائفية في كافة أركان الدولة المصرية .


تاريخ ماسبيرو مع الحجاب..

وعلى الرغم من اعتياد الجمهور على ادعاءات الإعلام المصرى بالريادة والتقدم والتميز عن باقى أطياف الإعلام العربى؛ بل والمساهمة فى وضع اللبنات الأولى فى إنشاء أغلب المؤسسات الإعلامية العربية؛ إلا أن الإعلام العربى تفوق وبجدارة فى احترام الحريات الشخصية للعاملين به؛ وحرص على إعطاء مساحة واسعة لظهور المذيعات المحجبات عبر شاشاته.
فقد رفض التليفزيون المصري منذ نشأته عام 1960 ظهور المحجبات على شاشاته رغم عدم وجود قرار صريح بذلك، ومن بين المذيعات اللائي منعن من الظهور بعد ارتدائهن الحجاب الإعلامية كاميليا العربي أحد أشهر مذيعات التلفزيون المصري والتى أحيلت لعمل آخر عقب ارتدائها الحجاب ما دفعها لتقديم استقالتها.
كما منعت بعض مذيعات القناة الخامسة من تقديم برامجهن بسبب ارتدائهن الحجاب؛ حيث قررت فاطمة فؤاد رئيسة القناة وقتها رفض ظهور أى مذيعة بالحجاب؛ وقامت بتحويل كل من غادة الطويل وهالة المالكي وأميرة شلبي ورانيا رضوان وأمل صبحي إلى أعمال إعداد البرامج.
وتكررت نفس الأزمة بقناة النيل الفضائية والنيل للأخبار ونايل تي في بعد ارتداء كل من المذيعات غادة فاروق وسالي أسامة وشيرين الشنيتي ومعتزة مهابة للحجاب؛ كذلك داليا شيحا وداليا خطاب وتم حرمانهن جميعا من الظهور على الشاشة؛ واضطرت سميحة دحروج رئيسة قناة النيل للأخبار آنذاك إلى تحويل المذيعات للعمل في إعداد وتحرير النشرات الإخبارية .


مذيعات محجبات بالقنوات العربية..

ومن أبرز المذيعات ومقدمات البرامج بالمحطات العربية المذيعة خديجة بن قنة على قناة الجزيرة القطرية؛ وحبيبة العبدالله بتلفزيون الكويت، وداد المطوع مذيعة في قناة رواسي ، فاطمة الطباخ مذيعة بالتلفزيون الكويتى، إيمان نجم مذيعة في قناة الوطن، غادة السراج مذيعة في تلفزيون الكويت.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق