تسود منذ قيام ثورة الخامس والعشرين من يناير مخاوف عامة من تصدر التيار الديني للمشهد السياسي في مصر.. وزاد من حدة هذه المخاوف سيطرة التيارات ذاتها على الحياة البرلمانية.خصوصا بعدما تردد مؤخرا عن سعى أعضاء حزب النور السلفي تولي حقيبة وزارة التربية والتعليم سواء في الحكومة الائتلافية المزمع تشكيلها خلال الفترة المقبلة أو غيرها من الحكومات القادمة.وجاء مسار الخوف خشية إطلاق مناهج التعليم المصرية « اللحية» حسب قول يساريين وليبراليين كما أبدى العديد من الخبراء التربويين ذات المخاوف خلال تحقيق أجرته «النهار».
وقال محمد عبدالظاهر الطيب أستاذ علم النفس التربوي وعميد كلية التربية بجامعة طنطا سابقا «التعليم قضية أمن قومي ووجود وزير من حزب ديني معناه أن يصبغ مناهجه بتوجهه الديني وهو أخطر شيء على البلد كلها وبالتالي على الطلبة وتكوينهم التربوي، وسنجد مطالب مثل العودة لنظام الكتاتيب أو جعل مناهج التربية الدينية إجبارية أو منع الأنشطة التربوية ومنها حصص الألعاب للطالبات وربما يكون هناك مطالبات بمحاربة الاختلاط، ونحن كتربويين نحذر من هذا الأمر فالعلم عموماً لا يجب أن «نحزبه» بمعنى أن يتم اختيار المسؤول الأول عن أي حزب فما بالك لو كان الحزب سلفياً».
وقال د. محمد سكران أستاذ المناهج بجامعة الفيوم ورئيس الجمعية التربوية المصرية «لا أظن أن تتم الموافقة على أن يكون وزير التعليم في أي حكومة منتمياً لحزب محسوب على التيار الديني، فالعلم لا جنسية له ولا يجب أن يكون مسؤوله منتمياً لحزب معين حتى لو كان حزب الأكثرية هو الذي يشكل الحكومة، فمصر جزء من العالم.. ولابد أن تواكب العلوم الحديثة».. مشيرا إلى أن سيطرة التيارات الدينية على النواحي التعليمية معناه إهمال العلوم الأخرى، وتابع «لن يكون لدينا مشاركات مع دول أخرى في العالم لتطوير مناهجنا خاصة أننا نعيش عصر التكنولوجيا التي تهتم باللغات الأجنبية والرياضيات ومادة العلوم ونخشى أن يكون هناك انغلاق فيما يتعلق بمناهجنا وهو ما سيؤدي إلى انفصال طلابنا عن الآخرين».
وقال د. رضا السعيد مساعد وزير التعليم «أعتقد أن ما سمعناه عن برامج بعض التيارات الدينية من العمل على نشر الكتاتيب وعدم الاهتمام بنشر اللغات الأجنبية ليس صحيحاً وإلا ستكون طامة الكبرى. مشيرا إلى أن مصر في حاجة ماسة إلى الاهتمام بكل ما ينمي العقل والجسم، وتطوير مادتي الرياضيات والعلوم، وكذلك اللغات الأجنبية وليس معنى هذا أن نبتعد عن العلوم النظرية، ولكن لا تكون على حساب المواد الدراسية التي تأخذ بأيدي طلابنا إلى المستقبل».
واكدت منى عبدالعزيز نجم مسؤولة بإحدى المدارس الدولية «صعب أن يأتي وزير للتعليم من حزب ديني وهذا ليس إهانة لهذه الأحزاب، ولكن لأن الشائعات ستنتشر وسوف يكثر الكلام عن أشياء من قبيل ذهاب الطلبة للمدارس بالجلباب القصير ومنع حصص الموسيقى وربما عدم تعليم الفتيات بعد المرحلة الابتدائية».
وعبر يوسف أحمد سند طالب بالصف الثالث الإعدادي عن عدم ارتياحه لما سمعه، وقال «نحن لا نريد أن نذهب للمدرسة رغم الترفيه الذي نلاقيه.. متسائلا ماذا لوجدنا هناك موانع في الأنشطة التربوية التي تجعلنا نصبر على طول اليوم الدراسي و«سخافة» بعض المواد الدراسية «الثقيلة» على القلب؟.
النهار
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق