وسط صرخات النساء في منزل فقير بقرية بني عديات بأسيوط احتشدت نساء القرية، وارتدين الملابس السوداء التي لم يسمع منها سوى صرخات مبحوحة تخرج على فترات متقطعة، تكشف الأصوات الستار عن فظاعة الحادث المروع، الأب والأم فقدا 4 من أبنائهما في حادث تصادم قطار أسيوط بأتوبيس معهد "النور" الأزهري بفرشوط.
يقول حمادة أنور، والد التلاميذ الأربعة: "دفنت خمسة بيدي عقب الحادث، أبنائي الأربعة، وبنت أخى سندس، ولم أعرف إذا كانوا حقيقة أم لا فملامحهم غير واضحة شوهها الحادث".
وأضاف: "عرفنا عيالنا من الكراسات والكتب الملطخة بالدماء، وعامل المزلقان منه لله هو السبب"، ثم انهمر في البكاء وتعالت صرخات النساء.
فجأة ومن هول الصدمة التي توقظ الأم كل حين، قامت وجرت خارج المنزل تنادي على أبنائها ونساء القرية يتعبنها، تردد الأم: "سيبونى أروح عند عيالى، أعيش لمين، الأربعة راحوا ومش فاضل غير البنت الصغيرة".
نور وأروي وريم وأدهم، الأشقاء الأربعة، راحت أرواحهم في الحادث، تتراوح أعمارهم بين السادسة والسابعة والثامنة والعاشرة من العمر، أما ابنة عمهم التي ماتت معهم تدعى "سندس" وتبلغ من العمر ٦ سنوات.
اقتربنا من الأم لمواساتها، فانهارت بصرخة مكتومة قائلة: "عايزينى أقولكم إيه، دول عيالي والضنا غالى، ربيتهم وتعبت فيهم، وكانوا ونسى وسندى، وحسبنا الله ونعم الوكيل".
ورددت الأم قائلة: "ربنا يحرق قلوب المسئولين على عيالهم زى ما تسببوا في حرقتنا، منهم لله بيشغلوا ناس لا تليق بالعمل ولا المسئولية".
وأضافت: "الراجل بتاع القطر ده بيشرب حشيش ومخدرات وبينام، والمشرفين هم السبب، دم عيالنا بقى رخيص على الدولة".
وتركنا الأم وهى تردد: "خدنى يارب معاهم، سبتنى ليه ودينى عندهم".
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق