فيما يقترب السباق المحتدم إلى «البيت الأبيض» من نهايته، واصل المرشحان للرئاسة الأمريكية باراك أوباما وميت رومنى جولاتهما الانتخابية المكوكية، الأحد، محافظين على الوتيرة الحامية للسباق، فى مسعى منهما للحصول على كل صوت ممكن، بينما كشف استطلاع للرأى نشرت نتائجه قبل 48ساعة على الانتخابات الرئاسية المقررة غداً، أن الرئيس الديمقراطى «أوباما» وخصمه الجمهورى «رومنى» متعادلان، حيث حصل كل منهما على 48% من نوايا التصويت. وأشار الاستطلاع، الذى نشرت نتائجه محطة «إيه. بى. سى. نيوز» و«واشنطن بوست»، إلى أن الناخبين المستقلين منقسمون، إذ يفضل 46% منهم أوباما، ويأمل 46% آخرون فى فوز رومنى، فيما يكشف الاستطلاع فوارق فى نسب مؤيدى المرشحين بين مختلف الفئات. فبينما تفضل النساء أوباما، يرى الرجال فى رومنى المرشح الأفضل، ويفضل 20% من الناخبين البيض رومنى، لكن 59%من الناخبين الآخرين سيختارون أوباما. وكما فى انتخابات 2008، يفضل الشباب (25%) أوباما، والمسنون (12%) رومنى، ويلقى رومنى أيضاً دعم 70% من الإنجيليين البروتستانت البيض. جاء ذلك فيما أجرى المرشحان جولات انتخابية فى عدد من الولايات المتأرجحة السبت ، وظهر أوباما ورومنى السبت على بعد بضعة كيلومترات من بعضها البعض فى ولاية «أيوا»، وهى واحدة من 7 إلى 10 ولايات متأرجحة، ستحدد من سيذهب إلى البيت الأبيض غداً. وقد بدأ رومنى جولته فى ولاية «نيوهامبشاير» بسؤال مؤيديه: «هل تريدون المزيد من نفس الشىء أم تريدون تغييراً حقيقياً؟» - فى إشارة منه إلى أن أوباما لم يستطع الوفاء بوعوده فى التغيير. كما شن المرشح الجمهورى هجوماً لاذعاً على خصمه الديمقراطى، بسبب تعبير استخدمه أوباما السبت فى أوهايو (شمالاً)، مركز المعركة على الولايات الرئيسية. كان أوباما قد ذكر الجمعة فى أوهايو اسم رومنى، وعندما تعالت أصوات الجماهير المؤيدة له بالاستهجان رد بتعبيره المعتاد «لا تستهجنوا، صوتوا!»، لكنه أضاف أن «التصويت هو الانتقام الأمثل»، واستغل رومنى الفرصة ليطلق انتقاداته لأوباما، معتبراً أن تصريحات الرئيس الأمريكى «تثير الانزعاج وتعتبر شيطنة للخصوم السياسيين»، مضيفا: «لقد طلب من أنصاره التصويت من أجل انتقام، وأنا أطلب منكم التصويت حباً بالبلاد». وعلى الأثر، أوضحت المتحدثة باسم الحملة الديمقراطية أن أوباما كان يريد الرد على «محاولات الترهيب» التى قالت إن رومنى لجأ إليها فى فقرة دعائية أكد فيها أن مصانع سيارات أمريكية أنقذت بفضل أموال دافعى الضرائب ستنقل إنتاجها إلى الصين. وفى المقابل، انتقد أوباما خصمه الجمهورى فى مينتور القريبة من كليفلاند قائلاً: «أفهم أن تكون أوهايو صعبة قليلاً على الحاكم رومنى لأنه كان ضد إنقاذ قطاع السيارات الأمريكية فيها»، ورفض أوباما من جديد فكرة أن يكون رومنى يمثل «التغيير الحقيقى»، ووصفه بأنه «تاجر موهوب جداً، ويعمل جاهداً على تسويق الأفكار السيئة القديمة التى لم تفلح من قبل، ويحاول تسويقها على أنها جديدة». ورغم وجود عدد من «الولايات الحاسمة»، لم يترك أوباما شيئاً للصدفة، حيث عاد الأحد إلى أوهايو، كما أنه سيزورها الإثنين مجدداً، مدركاً أنه إذا لم يقطع الطريق على منافسه فإن الأخير سيفوز فى كل الولايات الرئيسية الأخرى تقريبا، كما سيتوجه أوباما أيضاً إلى ولايات نيو هامبشير وفلوريدا وكلورادو، بينما من المقرر أن يجرى رومنى عدداً من الجولات الانتخابية فى ولايات أيوا وأوهايو وبنسلفانيا وفيرجينيا. وبينما يستمر الرئيس الأمريكى الأسبق بيل كلينتون فى التجول عبر الولايات لدعم أوباما، تتوجه وزيرة الخارجية السابقة كوندوليزا رايس إلى ولاية «نيفادا» للترويج لصالح المرشح الجمهورى، فيما تتجه ميشيل أوباما وآن رومنى زوجتا المرشحين إلى أوهايو لدعم زوجيهما. وأظهر استطلاع «رويترز/إيبسوس» الذى نشر السبت أن أوباما ورومنى مازالا متعادلين مع فوارق بسيطة للغاية فى ولايات أوهايو وفلوريدا وفيرجينيا وكولورادو الأساسية. جاء ذلك فى الوقت الذى قال فيه باحثون أمريكيون، إن الانتخابات التشريعية الأمريكية تشهد هذا العام أكبر مشاركة ومنافسة نسائية من المرشحات من الحزبين «الديمقراطى والجمهورى» لدخول الكونجرس، حيث ذكر «المركز الأمريكى للمرأة» أن «184 امرأة من الحزبين الرئيسيين رشحن أنفسهن»، لتكون بذلك أكبر مشاركة نسائية فى انتخابات الكونجرس منذ عام 1992.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق