باسم يوسف: أعارض من يستخدمون الدين من أجل مصالحهم
الدكتور باسم يوسف
نشر موقع جريدة «جارديان» البريطانية، أمس، تقريرًا عن الإعلامي الساخر باسم يوسف، بعنوان «البرنامج تهكم سياسي ينافس برامج التوك شو اليومية».
«ليس مجرد جراح قلب»، هكذا قدم الصحفى البريطانى باتريك كينجسلى لحواره مع الإعلامى الساخر، وهو ينقل عن الطبيب الإعلامى كيف حفزته ثورة 2011، ليسخر من السياسة فى بلاده، «فقد أصبح سوبر ستار الساخرين، والمذيع الأكثر شعبية والأكثر كراهية أيضًا على شاشات القنوات المصرية» .
مساء كل جمعة يجلس ملايين المصريين فى البيوت والمقاهى فى انتظار إطلالته، وينقل الصحفى البريطانى عن باسم أن «البرنامج هو النتيجة الطبيعية لما جرى لنا فى مصر، فنحن نتقدم، وقد أصبحنا كل يوم أكثر صراحة» كان باسم يتحدث للصحفى من مسرح قصر النيل، حيث يتم تسجيل البرنامج، وفى الغرفة المجاورة يجلس 30 باحثا ومعدا يسجلون كل ما يقدمه الإعلام المصرى، لالتقاط المشاهد التى سيتم التعليق عليها. لا ينكر باسم يوسف تأثره بالمقدم الأمريكى الشهير جون ستيوارت، الذى اعتاد السخرية من كل السياسيين فى الولايات المتحدة، والذى يقتبس منه باسم إحدى عباراته، ليضعها فى لوحة على الحائط: لن أمارس الرقابة على نفسى لكى تستريح مع جهلك». ويربط الكاتب بين الموقف الذى تمليه هذه العبارة على باسم، وبين استدعائه للتحقيق يوم الاثنين الماضى، للمرة الثانية فى شهرين فقط، بتهمة إهانة الرئيس محمد مرسى.
لا شيء يوقف باسم عن السخرية إلا نزيف الدماء، «أعطنى مواد سياسية وسأعمل عليها جيدًا، لكن الدم والعنف يمثلان لى نوعًا من التعذيب، وتجعل الجميع فى مزاج ساء. لقد حاولت أن أخصص فقرة لما حدث فى المنصورة مثلا، لكننى لم أستطع».
«قبل عامين لم يكن أحد يسمع عن باسم يوسف، وكان على وشك الهجرة من مصر ليعمل بالولايات المحدة، بأحد مستشفيات الغرب. لكن مبارك سقط، وظهر هامش لحرية التعبير لتلك الأصوات التى كانت مكبوتة».
ظهر الإسلاميون على يوتيوب ليعبروا عن آرائهم، وخرجت جماعات يسارية مثل «كاذبون»، ليعرضوا فى الميادين والشوارع مقاطع ضد الانتهازية السياسة والنفاق، فى بديل تكنولوجى للمنشورات فى القرن الماضى.
يعود الكاتب لبدايات باسم، عندما ظهر على موقع يوتيوب أولا تحت اسم B+، حتى تحقيقه لعشرات الآلاف من المشاهدات، ثم فى 3 أشهر فقط حقق ثلاثة ملايين مشاهدة، «يزدحم يوتيوب الآن بالكثير من المذيعين الذى يسيرون على خطى باسم، ومنهم إسلاميون، وإذا قال أحدهم إننى مهدت الطريق لهذه الظاهرة، فهذا يسعدنى كل يوم وكل أسبوع هناك من يحاول ويقدم شريطه الأول»كان باسم رائدا لحرية التعبير فيما بعد يناير 2011، قبل أن يغادر يوتيوب إلى شاشات الفضائيات، ويصبح المذيع الوحيد فى مصر الذى يقدم عرضا حيا منتظما وسط الجمهور.
يسخر باسم من الرئيس الإسلامى محمد مرسى، وهو ما لم يكن يخطر على البال فى زمن مبارك، وفى أولى حلقات برنامجه على سى بى سى سخر من نفسه، لأنه استجاب لإغراء المال، كما تعرض لزملائه فى القناة بالسخرية بسبب مواقفهم السياسية المتناقضة أحيانًا، ووصلت ذروة النقد السياسى لدى باسم فى تناوله لشيوخ السلفية بالانتقاد، عندما خاطبهم قائلا: "إذا كنتم تعتبرون أننا لسنا مسلمين، فنحن لا نعترف بكم شيوخا ولا علماء".
يضيف باسم يوسف للصحيفة البريطانية، أنه لا يتعرض للدين، «أنا أعارض من يستخدمون الدين ويعطون انطباعا سيئًا عنه»، وينقل الصحفى عنه أنه ضد التعامل مع الناس على أساس دينهم فى المقام الأول، يبدو باسم فى النهاية متفائلا تجاه ما يصفه بالتطور الطبيعى لبلد كان يعانى من غياب الديمقراطية، «عندما تتمتع بالحرية، فلديك الحرية فى التعبير، ولديك الحرية أيضًا فى رفع قضية على أى شخص، ليست المشكلة فى رفع القضية، ولكن عندما يقرر النائب العام أن يفتح باب التحقيق فيها، وهذا ما لم يحدث حتى الآن».
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق