قال مجدى الجلاد رئيس تحرير جريدة «الوطن» إن قضية التحرش الجنسى ظاهرة مستمرة منذ سنوات، معترفا بوجود تقصير إعلامى فى تناول قضية «التحرش» طوال السنوات السابقة، مشيرا إلى أنه حان الوقت لكسر حاجز الصمت فى القضية وطرح حلول جادة لمحاصرتها.
بسمة ونولة درويش وعدد من الحضور في الندوة
وأضاف أن قضية التحرش ليست قضية أمنية أو أخلاقية فقط، وإنما لها أبعاد اجتماعية واقتصادية، مشيرا إلى أن مناقشة الظاهرة فى سياقها الطبيعى بداية لتشخيص المشكلة ووضعها فى سياقها التحليلى السليم، والتعرف على رؤية الحكومة والمجتمع المدنى لمواجهة هذه المشكلة من جذورها.
موضحاً «إذا كانت الجهات المسئولة لا تمتلك الرؤية فالحملة الإعلامية من الممكن أن تضع لها حلولا»، مشيرا إلى أن المتحرش هو ثمرة لمجتمع به خلل.
وقالت الفنانة بسمة إنها عندما تعرضت للتحرش فى أول مرة لم تتحدث، بالرغم من شعورها بالإهانة والغضب، وأيضاً فى المرة الثانية آثرت عدم التحدث فى الأمر، ولكنها فى المرة الثالثة تجرأت ووجهت للمتحرش ضربة على «قفاه» وحينها شعرت بالقوة، وأضافت أن الحل السريع للقضاء على التحرش هو رفع شعار «خدى حقك بإيدك اللى يقولك كلمة ردى عليه بعشرة، اللى يمد إيده اقطعيها»، مشيرة إلى أن بنات مصر اخترعن أفكارا لمواجهة الظاهرة مثل فكرة «الدبوس» و«سبراى الفلفل».
وأشارت إلى أنه فى أحد أفلامها وأثناء أداء دور «المنتقبة»، قررت أن تنزل الشارع مرتدية النقاب لتقمص الدور، ورأت العديد من النظرات «الوقحة» من بعض الرجال.
وعرضت نهاد أبوالقمصان خلال الندوة دراسة بعنوان «غيوم فى سماء الوطن» حول التحرش الجنسى، التى كشفت أن المحجبات والمحتشمات هن الأكثر عرضة للتحرش، إضافة إلى المنتقبات، وبرر الرجال معاكساتهم للمنتقبات بأنهن يخفين شيئاً ومن المؤكد أنهن جميلات، لذا لا بد من معاكستهن.
وأضافت: غالبية الذكور بنسبة ٣١٫٩% رأوا أن الفتاة التى ترتدى بلوزة وجيبة وحجاباً أكثر عرضة للمعاكسة والتحرش، واعتبر ٢١% من الرجال أن الفتاة التى ترتدى «تونيك» -بلوزة طويلة وحجابا وبنطلونا- أقل عرضة للتحرش، تليها الفتاة التى ترتدى عباءة وحجابا بنسبة ٢٠%، لافتة إلى أن هذه الدراسة لم يتم استكمالها بسبب الظروف الأمنية بعد الثورة. وأضافت أن التهمة الكلاسيكية التى تلصق فى سمعة الجمعيات النسائية التى تكشف عن الواقع المصرى من خلال الدراسات أنها تسىء لسمعة مصر بعرض مثل هذه الدراسات، مشيرة إلى أنه بمجرد أن تكتب حقوق المرأة باللغة العربية أو إظهار العنف ضد المرأة يخرج العديد من الشيوخ ينتقدون المرأة.
«بسمة» ترفع شعار «خدى حقك بإيدك».. و«أبوالقمصان»: المحجبات والمحتشمات الأكثر عرضة للتحرش.. و«الجلاد»: حان الوقت لكسر حاجز الصمت
وطالبت بضرورة أن يتم توحيد مشروعات القوانين التى قدمتها العديد من الجهات فى ورشة عمل واحدة لتشريع قانون متكامل، مشيرة إلى أن مقالات «نادر بكار» المتحدث باسم حزب النور السلفى فى صحيفة «الوطن» غيرت شكل الخطاب الإسلامى الموجه للمرأة.
ومن جانبها قالت الدكتورة نولة درويش رئيس منظمة المرأة الجديدة، إن التحرش الجنسى فى الشارع مخيف جدا، مشيرة إلى أنها بالرغم من كبر سنها فإنها تعرضت للتحرش فى 11 فبراير 2011، لافتة إلى أن التحرش انتقل من شكله الفردى إلى الشكل الجماعى بعد أحداث 2005، المتعلقة بمظاهرات استفتاء رئاسة الجمهورية.
وأضافت أن التحرش فى أماكن العمل أقسى أشكال التحرش المسكوت عنه فى مصر، خوفا على لقمة العيش، علاوة على التحرش الأسرى وفى المؤسسات التعليمية الذى ارتفعت معدلاته مؤخرا بشكل كبير.
وأوضحت أن نظام مبارك انتهك أجساد النساء لكسر المقاومة، فبمجرد أن يتم اعتقال أى مجرم يتم حبس أمه وأخته وزوجته ويتم التحرش بهن ليعترف بجريمته، لافتة إلى أن هناك ورشة عمل قامت بتقديم مسودة قانون لمكافحة التحرش، مطالبة بأن يكون هناك تدرج فى العقوبات.
وقالت الدكتورة عزة كامل الناشطة الحقوقية ومنسقة برلمان النساء إن ما يحدث الآن فى تأسيسية الدستور هو دعوة صريحة للعنف ضد النساء والتحرش بهن خاصة المادة 40 التى تطالب بالمساواة بين النساء والرجال طبقا للشريعة الإسلامية، متسائلة من الذى يطبق أحكام الشريعة الإسلامية؟، لافتة إلى أن العودة للمطالبة بختان الإناث والزواج المبكر هو انتهاك لجسد المرأة.
وقالت مايا مرسى إنها طرحت مبادرة «مدن آمنة» ضمن برنامج الأمم المتحدة دوليا، وتم إعداد دراسة بالتنسيق مع الجهاز القومى للإحصاء أظهرت أن مصر من أعلى نسب التحرش فى العالم، وجاءت نسبة التحرش بالفتيات يوميا 98%.
وأضافت أن التحرش فى مصر هو «عنف ممنهج»، مشيرة إلى أن المسكن الآمن هو أساس حل هذه المشكلة، مضيفة أن الانهيار المؤسسى للنظام التعليمى والفصل بين البنين والبنات سبب أساسى فى التحرش، علاوة على إعلام الفيديو كليبات الذى ينادى بالتحرش.
وأشارت إلى أنه خلال الـ18 يوما ثورة، أشادت جميع الصحف الأجنبية باختفاء ظاهرة التحرش من مصر، وفى يوم 11 فبراير كان النداء فى الميدان «اتجوز» والتحرش ملأ التحرير، ماهى الأسباب؟ لا نعرف، مطالبة بضرورة أن تكون هناك حملة من الرجال ضد التحرش.
وقالت دينا حسين مسئول مبادرة «نفسى» إن الإعلام يهتم بقضية التحرش بشكل ظاهرى فقط، لافتة إلى أن الحل على المدى القصير هو وجود قانون ضد التحرش بآلية تنفيذية فاعلة، ورئيس الجمهورية لديه السلطة التشريعية لذلك، مشيرة إلى أن نساء مصر يستغثن من أول يوم العيد حتى الآن ولا أحد يستمع.
وأضافت أن هناك مسلسلات تعتبر نوعا من الدعارة «المقننة» على شاشة التليفزيون، موضحة أن بعد الثورة أصبح الخطاب الدينى موجها نحو عورة المرأة فقط، واقترحت أن يقوم أمين الشرطة بإلزام المتحرش بدفع غرامة مالية فوريا.
وقال فتحى فريد مسئول مبادرة «فؤادة واتش» إن مصر دولة مهلهلة الآن، وليس لديها أى تصور لحل أى أزمة، مشيرا إلى أنه بالرغم من أن مصر بها أكبر عدد من القنوات الفضائية الإسلامية وأكبر عدد من الشيوخ، وذوات الأصول الإسلامية، لكن لدينا 98% من الفتيات تتعرض للتحرش يوميا.
وطالبت الصحفية البرلمانية ولاء نعمة الله بعمل وقفة احتجاجية أمام مجلس الشورى للمطالبة بإصدار قانون ضد التحرش الجنسى، مشيرة إلى أنه فى عهد مبارك ومنذ 2005 وكانت تسأل النائبات عن سبب عدم إصدار قانون التحرش، وكان الرد نحن لا نريد أن نسىء لسمعة مصر، أما برلمان الثورة الذى ضم نائبات الحرية والعدالة ومن تم تعيينهن بناء على اختيارات «العسكرى» فكان الأسوأ فى تاريخ البرلمان حيث إن نائبات «الحرية والعدالة» كن عدوات للمرأة أكثر من الرجل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق