استاذ بلاغه يفجر مفاجأه عن الفجوه التى فى ارقام الرئيس مرسى بخطابه يوم امس

أستاذ بلاغة لـ"محيط": هناك فجوة بين أرقام مرسي والواقع

الأحد 2012/10/7 5:49 م
 







كتبت - سميرة سليمان

قال دكتور عماد عبداللطيف مدرس البلاغة وتحليل الخطاب في تصريحات خاصة لـ"محيط" تعليقاً على خطاب الرئيس أمس في استاد القاهرة، أن الرئيس استغل ببراعة مناسبة الاحتفال بنصر اكتوبر، حيث تكون الجماهير فيها في حالة نشوة، والأجواء تكون مؤهلة لتعاطي إيجابي مع أيّاً ما يقال، التركيز فيها يكون منصرفاً إلى لحظة الفخر والاعتزاز بالماضي. وبالتالي يكون الجمهور أكثر قابلية للإسقاط على الحاضر.

يواصل: ما حدث أن هذه المناسبة الاحتفالية التي يغلب الحماس تحولت إلى خطبة تبريرية تتعامل مع أزمة عدم إنجاز الوعود الانتخابية للرئيس، الانطباع الأول أن الرئيس ومستشاره استفادوا إلى حد كبير من الطابع الاحتفالي لهذه المناسبة.

ويوضح عبداللطيف أن وصف "البراعة" يعني المهارة والكفاءة من حيث التوظيف للمناسبة، الأمر الذي مكن الرئيس من تحييد التلقي الخطابي ومكنه بالأساس من ضمان جمهور موالي له، نظراً لأن هذا الحدث تحل إلى استعراض تأييد من قبل جماعة الإخوان أنصار الرئيس.

لم يكن من المتخيل جمع هذا الجمهور بشكل طبيعي بغير مناسبة اكتوبر، لافتاً إلى أن البراعة تأتي من استفادته من الحماس والعاطفية وحالة الإنفعال التي تصاحب الخطب الحفلية، وساعد هذا من خلال ترديده لشعار "ثوار أحرار هانكمل المشوار"، وكذلك من خلال دعاءه وترك مساحة للتأمين على دعاءه، وكان يدرك أن الجمهور المجود داخل هذا المكان المفتوح جمهور لم يأت للاحتفاء بنصر اكتوبر بل لتأييده، التأكيد على هذا جاء من خلال سؤاله للجمهور هل انتم معي وستساعدونني ولم ينتظر الإجابة بل اجاب بنفسه نعم، لأنه يدرك جيداً أن هذا الجمهور محشود بكثافة من أجل وظيفة أساسية هي تقديم استجابات استحسانية للتبريرات التي يقدمها لفشل وعود المئة يوم الأولى.

يواصل: أن هذه هي الخطبة الأولى للرئيس مرسي على مستوى الوطن، كذلك هذا الخطاب استثناء لخطب مرسي التي كانت الفصحى فيها هي المسيطرة، لكن هذا الخطاب استخدم فيه العامية لأن هذا الخطاب قصد منه في الأساس محاولة سد الفجوة بين ما قيل وما أنجز، وبالتالي لكي يحقق هذه الوظيفة كان عليه أن يلجأ إلى اللغة العامية لتسهيل وصوها إلى الناس، وكانت مشبعة بقدر كبير من نسب الأفعال إلى الله عز وجل، لتحاكي لغة المصريين اليومية وهو ما يجعله يتخلص على مستوى اللغة من المسئولية.

ملاحظة أخرى يبديها أستاذ البلاغة أن الخطاب جاء مطولاً كمعظم خطب الرئيس نتيجة التكرار والمقدمات الطويلة، القسم الأول من الخطاب جاء نموذجاً لما يعرف بالتحدث كثيراً دون أن يقول شيئاً، ومن ثم تكون غاية الحديث هو خلق علاقة وثيقة بين المتكلم والجمهور. ليس بغرض توصيل معلومات وأفكار بل من أجل بناء جسر بين المتحدث والجمهور.

لقد نجح الرئيس – يواصل – بهذه المقدمات الطويلة في رفع حماس وانفعال الجمهور حتى لا يشعر باستقباله لتبرير فشل الوعود الانتخابية، ويرى عبداللطيف أن اللغة السياسية يزول أثرها بالخبرة والمعايشة فتجارب الحياة أقوى رسوخاً من لغة السياسيين، لافتاً إلى أنه لا يمكن المراهنة على حماس الجهور، مؤكداً أن رجل السياسة يفقد مصداقيته كلما شعر الجمهور أن الفجوة بين الحديث والواقع تتسع.

يضيف: رغم استشهاد مرسي بالأرقام إلا أنها إذا لم تتحول إلى رغيف خبز، وأسطوانة غاز، وشعور بالأمان وشارع نظيف، فكل الأرقام لا تعني شيئاً، مذكراً بأن خطابات مبارك ووزرائه والإحصاءات التي كان يستشهدون بها كانت تشعر المستمع بأننا في وسط اوروبا، وما أن نضع أقدامنا في قرية مصرية ونرى الجهل والفقر والمرض، حتى ندرك أن هذه الأرقام معلقة في السماء.

ومن الملاحظات الإيجابية التي ذكرها أستاذ البلاغة أنه جديد على المصريين أن يحاسب الرئيس نفسه أمامهم، فحديثه عن وعود المائة يوم هو كشف حساب، كذلك حديثه عن نزاهته الشخصية وتجرده، وعدم امتلاكه سيارة، وسكنه في شقة إيجار.

الإحصاءات كذلك تغيرت ففى عهد مبارك كانت جميعها 99%لكننا بالأمس فى خطاب مرسى وجدنا نسب مختلفة تتراوح بين 40- 75- 80 % وان كانت لا تزال غير دقيقة لكنها لم تصل إلى حد التبجح.

من الانتقادات التي وجهها عبد اللطيف إلى الرئيس أن الاحتفال بانتصار أكتوبر تمحور حول ذاته، كذلك عاب استاذ البلاغة على مرسى عدم احترامه للوقت فى دوله ناميه من المفترض تقديرها للوقت من أجل النهضو بها، فقد تم التنويه عن الخطاب قبل مدته بكثير، وكأننا في عهد مبارك الذي م يفعل ذلك سوى أثناء الثورة، وهي مسألة يجب مراعاتها فيما بعد.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق