ورطة وفد مرسي الرئاسي خلال زيارته لأمريكا
تنشر مجلة "الأهرام العربي" في عددها الجديد الصادر السبت، تفاصيل جديدة حول زيارة وفد الرئاسة المصرية إلي واشنطن، حيث كانت الترتيبات المبدئية للزيارة تشير إلي حضور د.عصام الحداد، مساعد الرئيس محمد مرسي، للعلاقات الخارجية وسكرتير الرئيس الخاص والمستشار الاقتصادي للرئاسة.
وكانت الزيارة تهدف لإنهاء ترتيبات زيارة الرئيس 17 ديسمبر، وهو الموعد النهائي بعد أن حدد الرئيس موعد الاستفتاء علي مشروع الدستور الجديد يوم 15 ديسمبر، ومن ثم سارعت الإدارة المصرية بالتعاون مع السفارة الأمريكية ووزارة الخارجية والبيت الأبيض لإنهاء إجراءات الزيارة في الموعد المحدد في ظل قراءة السفارة الأمريكية للأحداث على الأرض في الأيام التي سبقت المظاهرات الحاشدة، والتي توقعت أن تمضي المظاهرات إلي حالها وتنحسر بمرور الوقت وأن يخرج الدستور عبر الاستفتاء برغم العوار والمشكلات الكثيرة التي تعترض طريقه وعدم رضا أطياف عديدة في المجتمع المصري عنه.
وعلمت "الأهرام العربى" أن زيارة الوفد المصري التي استمرت ثلاثة أيام قد شهدت مسارين أو حالتين مزاجيتين، الأولى التعامل مع الخطوات العملية لترتيبات الزيارة، والثانية انقلاب المزاج الرسمي في واشنطن بعد الخروج الكبير لمسيرات يوم الثلاثاء قبل الماضي والتي عرفت بـ"الانذار الأخير"، وظهور بوادر انقسام داخلي كبير في مصر، وليس مجرد احتجاجات غير مؤثرة كثيرا علي مسار العملية الديمقراطية، حسب توصيف المسئولين في الرئاسة المصرية في مستهل زيارتهم لواشنطن.
وقالت مصادر مطلعة في واشنطن "إن مقابلة الرئيس الأمريكي باراك أوباما، لمساعد الرئيس عصام الحداد، أثناء زيارة الأخير للبيت الأبيض، لم تكن مقررة في البداية، ولكن تصاعد الأحداث قد فرض علي أوباما أن يسمع من الذراع اليمني للرئيس مرسي في إدارة الشئون الخارجية".
وتشير المصادر أيضا إلى أن عصام الحداد قد أجاب عن أسئلة ساخنة كثيرة في لقاءات الكونجرس من بينها تأثير الأزمة الحالية في مصر علي الأوضاع الإقليمية، وقدرة الرئاسة المصرية علي الانتهاء من اتفاق دائم لإطلاق النار بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة، وقد طمأن الحداد نواب الكونجرس أن الرئيس مرسي يولي أهمية كبيرة للدور المصري في التهدئة والوصول إلي اتفاق دائم بين الطرفين، وإحكام السيطرة علي الحدود بين مصر والقطاع لوقف عمليات نقل الأسلحة، التي يمكن أن تهدد أي اتفاق مستقبلي بين الجانبين في ظل التزام تام من جانب حركة حماس بتفاهماتها مع السلطات المصرية بحكم العلاقة الوثيقة بين حماس وجماعة الإخوان المسلمين في مصر.
وفي المقابل، كانت تطمينات الإدارة فيما يخص الدعم الاقتصادي لمصر غير كافية نتيجة استشعار الإدارة الأمريكية بصعوبة الضغط علي الكونجرس لتمرير حزمة المساعدات الحالية بعد توتر الجبهة الداخلية وتلويح عدد من نواب الكونجرس بقطع الطريق علي تقديم مساعدات لرئيس ينتمي لجماعة الإخوان المسلمين، ما لم تكن هناك ضمانة علي تحول ديمقراطي حقيقي في المجتمع المصري.
وفي ضوء ما حصلت عليه "الأهرام العربي" من معلومات من واشنطن، فإن عصام الحداد قدم تلك المعلومات إلي الرئاسة المصرية من أجل الخروج من مأزق التلكؤ الأمريكي في تقديم الدعم الاقتصادي الكامل- خصوصاً ما يتعلق بقرض صندوق النقد الدولي المقرر البت فيه الأسبوع المقبل من جانب مجلس المديرين في الصندوق- إلا أن تصاعد الأحداث وسوء إدارة الأزمة لم يمكن المفاوضين المصريين والأمريكيين من التوصل إلي تفاهمات واضحة قبل انتهاء الزيارة.
وتؤكد مصادر في واشنطن، أن الإدارة تعاني من ارتباك حقيقي نتيجة عدم تحقق ما وعد به مساعد الرئيس ومستشاروه من أن موجة الاحتجاج سوف "تخبو" تدريجيا وأن هناك "فلولاً" مندسة في وسط المتظاهرين السلميين تسعي إلي تخريب عملية الانتقال إلي الحكم الديمقراطي وتقويض حكم الرئيس محمد مرسي، وهي تفسيرات باتت محل بحث وتمحيص في الجانب الأمريكي، لأن الاحتجاجات لم تتبخر سريعا مثلما قال المستشارون، ولأن أنصار الرئيس توجهوا إلي قصر الرئاسة لتحطيم خيام الاعتصام والاعتداء علي المتظاهرين السلميين، وهو مشهد يتنافي مع ما يتردد من جانب الرئاسة المصرية من أن الطرف الوحيد الذي يتم الاعتداء عليه اليوم هو مقرات الجماعة وحزب الحرية والعدالة.
[/COLOR]
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق