يبدو أن تداعيات سيطرة الأحزاب الدينية على الحياة السياسية في مصر بعد ثورة 25 يناير بدأت بالفعل تظهر جليا على الساحة الفنية.
والرقابة "الأخلاقية" التي تفرضها الأجندة الجديدة لن تقتصر على انتاج اليوم والغد، بل ستكون بمفعول رجعي يمتد خمسين عاما الى الوراء وربما أكثر، فقد كشفت معلومات صحفية جديدة ان أجهزة الرقابة في التلفزيون المصري بدأت بمراجعة جميع الافلام القديمة التي كانت تعرض بشكل طبيعي تمهيدا لحذف كل مشاهد القبلات والمشاهد الحميمية وفقرات الرقص الشرقي منها.
وأشارت مصادر من داخل التلفزيون المصري ان المشرفين على جهاز الرقابة في التلفزيون المصري بدأوا بالفعل بمشاهدة جميع الافلام تمهيدا لحذف المشاهد "المثيرة" منها، ومن بين الافلام أعمال خالدة في تاريخ السينما المصرية عرضت آلاف المرات من قبل.
وقالت المصادر ان معظم الافلام تعود الى الستينات والسبعينات من القرن الماضي، والحذف سيشمل مثلا مشهد تقبيل فريد الأطرش للبنى عبد العزيز في فيلم "خطاب من امرأة مجهولة"، ومشاهد رقص أدتها أهم راقصات مصر مثل نجوى فؤاد وتحية كاريوكا وسامية جمال، ومشاهد رشدي أباظة وشادية بفيلم "الزوجة رقم 13"، بالاضافة الى مشاهد قبلات الشحرورة صباح وعبد الحليم حافظ، وعبد الحليم حافظ ونادية لطفي في "الخطايا" كما اشارت المعلومات الصحفية.
وصعق الكثيرون ايضا بأن الرقابة "الجديدة" قد تمنع عرض فيلم "أبي فوق الشجرة" للفنان عبد الحليم حافظ ونادية لطفي وميرفت امين والذي يعد من أبرز ما انتجته السينما المصرية ونال شهرة كبيرة جدا حينها، وعللت الرقابة السبب الى عدد مشاهد القبلات الكثيرة ضمن الفيلم.
وتشير جميع المعطيات ان جهاز الرقابة في التلفزيون يستبق ما سوف يقرره مجلس الشعب المصري الذي يناقش حاليا قانونا يجرّم عرض ما تم وصفه بالمشاهد "الاباحية" على جميع الوسائل الاعلامية. ونظرا الى النفوذ الكبير للتيارات الدينية والتي تسيطر على ثلثي البرلمان المصري، فمن المتوقع ان يصدر القانون بمضمون قاس ومتشدد ليفرض قيودا اضافية على العمل الفني في مصر.
فهل تصدق هذه المعلومات المنشورة، ويتحول ما كان يتخوّف منه البعض من تقييد لحرية الابداع الى واقع فعلي، فلننتظر ونرى !!
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق