ننشر تفاصيل زواج ياسر على من صحفية ودور الرئيس فى الطلاق كما روته الصحفية
11/16/2012 2:22 AM
محمد الباز
من كواليس الواقعة :
■ سيارات الرئاسة نقلت ريموتات التكييفات من مصنع بالعاشر من رمضان إلى فيللا مدينتى
■ أمن الرئاسة يجرى تحريات عن الفيللا التى يملكها رجل أعمال.. ويرفع تقريرًا للرئيس بالواقعة
■ ياسر على حرر عقد الزواج ببطاقته
القديمة المكتوب فيها المهنة «طبيب بشرى حر» والاسم بالكامل: «ياسر على
محمد سبلة».. ووضع على القسيمة صورة قديمة له حتى لا يتعرف عليه أحد أثناء
توثيق العقد فى المحكمة
الصحفية تتحدث:
■ قال لى إن عقود الزواج مجرد بدعة وإن المهم القبول والإشهار.. فصممت على أن نحرر عقدا رسميا ويكفى أننى سأتزوجه فى السر
■ كتبنا الكتاب فى مكتب محام صديق له بمدينة نصر كان شاهد الزواج الأول وأخوه كان الشاهد الثانى
■ أخبرنى بأن الرئيس قال له الزواج الثانى سيكون ضررا علينا الآن ونحن فى ظروف صعبة ولا أريد ورقة عليك فى الحكاية كلها
■ ياسر قال لى إن الرئيس مثل والده ولا يريد أن يضره.. وعندما طلقنى قال أنتِ لا تزالين زوجتى أمام الله
■ بعد الطلاق قال لى: الرئيس تفهم ظروفى ويمكن قعدة تانية معاه يوافق على أن نستكمل حياتنا مرة أخرى
هوامش على حكاية المتحدث الرسمى والصحفية
مرررسى.TIF
لا يمكن أن نعتبر الدكتور
ياسر على مجرد متحدثا رسميا باسم الرئيس، فالرجل قولا وفعلا أهم من ذلك
بكثير فى قصر الرئاسة، يتجاوز دوره فى المؤسسة الحاكمة الآن مجرد ظهوره
أمام الكاميرات ليتحدث عما جرى، فهو مشارك فيه وبفعالية شديدة.
يعتبر ياسر على نفسه أحد واضعى أفكار مشروع النهضة الذى يتحدث عنه الإخوان
المسلمون فى الجماعة والحزب والرئاسة باعتباره المشروع القومى الكبير الذى
سيخرج بمصر من عثرتها، رغم أننا لا نرى منه إلا وهما كبيرا حتى الآن.
أعباء كثيرة تثقل كاهل الدكتور
ياسر على، لكن هذه الأعباء كلها لم تمنعه من أن يحب ويتزوج للمرة الثانية،
بل يعيش قصة حب مفعمة بالأحاسيس التى ترجمتها الرسائل القصيرة، التى
تجعلنا أمام شاعر كبير فى حبه لا يتوارى عن الإعلان عن نفسه رغم حساسية
المنصب الذى يشغله.
ليس عيبا ولا حراما ولا ممنوعا أن يحب ياسر على، وأن يتزوج مرة أخرى، خاصة أن الزواج الثانى داخل جماعة الإخوان ليس مستهجنا بأى شكل من الأشكال، لكن هذه قصة أخرى.
القصة باختصار شديد يمكن أن نلخصها فى جملة واحدة من كلمات قليلة جدا:" ياسر على المتحدث الرسمى تزوج صحفية من جريدة اليوم السابع لمدة ثلاثة أيام ثم طلقها شفهيا".
لا داعى لأن يفترسك الفضول.. أو تلعب برأسك الظنون.. فهذه هى القصة بمعظم
تفاصيلها، فهناك تفاصيل كثيرة تدخل فى باب الحياة الخاصة التى تتعلق
بالحياة العامة أو بالوظيفة التى يشغلها ياسر على، وهذه لا علاقة لنا بها.
دخلت الزميلة الصحفية قصر الرئاسة يوم 1 يوليو كمندوبة للرئاسة عن
جريدتها، وجدت أنه ومن أول يوم هناك بعض الخلافات بينها وبين المتحدث
الرسمى باسم الرئيس، ربما بسبب موقف ما من اليوم السابع، لكن بعد شهر ونصف
الشهر أصبحت العلاقات عادية جدا بينهما، أو على الأقل أصبحت علاقة طبيعية
بين صحفية مكلفة بتغطية شئون الرئاسة، والمتحدث الرسمى باسم الرئيس، الذى
من بين مهامه التعامل مع الصحفيين والرد على أسئلتهم واستفساراتهم.
تقول الصحفية: عندما أصبحت العلاقات طبيعية بيننا، بدأ ياسر على يسألنى
عن حاجات شخصية، لكن بدون مبالغة، لم يمنع هذا أن تكون هناك مكالمات بيننا
لفترات طويلة بعضها كان يصل إلى ساعة.
تكمل الصحفية: فى رمضان كان من المفروض أن الجرنان دعاه على السحور بوصفه
المتحدث الرسمى باسم الرئيس، لكن وبسبب أحداث سيناء (قتل الجنود هناك ساعة
إفطار) اعتذر عن السحور، وقال نبقى نحدد يوم تانى، ثم وجدته يقول لى: لازم
نقعد مع بعض الأول قبل حكاية السحور دى.
طبقًا لرواية الصحفية، فى يوم 25 رمضان قابلته فى فندق فيرمونت مصر
الجديدة، كان الرئيس مرسى من المفروض أن يسافر إلى السعودية لحضور القمة
الإسلامية التى عقدت هناك يومى 26 و27 رمضان، تأخر ياسر الذى تحرك من قصر
الاتحادية إلى التجمع الخامس عن موعد الإفطار قليلا، وتكمل: قابلته عندما
دخل الفندق لكن الناس اتلمت عليه، فقال لى إن الوضع ليس مناسبًا لنتحدث
واختار مكتب اجتماعات الرئيس مرسى study room (كان يستخدمه أثناء الحملة
الرئاسية)، وفى هذا اليوم جلست معه ساعتين.
ما قاله ياسر لصحفية اليوم السابع كان مفاجأة لها، تحدث معها طويلا عن
ظروفه الخاصة، وأنه تزوج زواج إخوانيًا تقليديًا، وهو زواج فى الغالب بلا
مشاعر ولا عواطف، وأنه كان يتمنى دائما رغم عمله وأسفاره الكثيرة كان يتمنى
أن تكون له حياة ثانية.
قال لها – حسب روايتها: من أول يوم شفتك فيه حسيت إن هيكون بينا حاجة،
وعندى عرض لما ترجعى من السفر _ كانت مسافرة إلى السعودية لتغطية زيارة
الرئيس، والمفروض أن الصحفيين يسافرون قبل الرئيس بيوم، قامت قبل موعد
الطائرة بساعة ونصف الساعة فقط لأنه أصر على أن يكمل كلامه معها – ولو
وافقتى هناخد إجراءات معينة، وعندما سافرت – ياسر سافر مع الرئيس فى اليوم
التالى مباشرة - كان على اتصال بى طوال الوقت رغم أنه لم يتحدث خلال هذه
الزيارة مع الصحفيين.
بعد أن عادت الصحفية من السعودية – كما تقول: قابلته فوجدته يعرض علىَّ
الزواج، قال لى هاسيبك فترة العيد تفكرى، وبعد العيد تقولى لى قرارك ايه،
طوال فترة العيد كان يكلمنى، بل بعد أول يوم وجدته يتصل بى ويقول لى لازم
ترجعى – كنت سافرت خارج القاهرة – عاوز أشوفك، وعندما قابلنى قال لى إنه
أخبر زوجته أنه سيتزوج من إنسانة ارتبط بها نفسيا، غضبت زوجته قليلا، لكنها
قالت له : ده فى النهاية شرع ربنا ومش هقدر أمنعك.
تقول الصحفية: فى البداية كان الاتفاق أنه سيأخذ موافقة الرئيس على مسألة
الزواج حتى يكون الأمر معلن» وبشكل عادى، وأنه سيقابل أهلى ليطلبنى منهم
وأنه سيشترى لى فيللا خاصة أقيم فيها، واتفق معى أن يؤسس لى شركة إعلانات
مقابل أن أترك العمل فى الصحافة تمامًا.
ارتدت الصحفية الحجاب بعد أن طلب منها ياسر على الزواج رسميا، أخبرها –
كما قالت هى – أن هناك حرجًا كبيرًا فى أن يظهر معها فى أماكن عامة وهى غير
محجبة، خاصة – كما تقول أيضا – أنه كان يقدمها لمن يتقابلون معهم على أنها
زوجته، فقد كانت المقابلات تتم فى أماكن عامة وأمام الناس فى الفنادق.
بدأ ياسر على يجهز المكان الذى سيتزوج فيه، وطبقا لرواية الصحفية، كان
المكان الأول عبارة عن فيللا فى مدينتى «توينز» يملكها صديق له اسمه هشام
أخبره أن الفيللا بمليون ونصف المليون وأنه يمكن أن يحصل عليها بالتقسيط،
وكان أن أخبره ياسر أن الفيللا ستكتب باسم زوجته.
نزلت الصحفية مع هشام صديق ياسر وزوجته – فلم يكن مناسبا أن يذهب معها
هشام وحده لتشاهد الفيللا – وعندما رأت الفيللا قالت لياسر إنها تحتاج إلى
تشطيب ووقت طويل، فقال لها: احنا مستعجلين ممكن ناخد شقة مؤقتا لحد الفيللا
ما تنتهى، وكان ياسر وقتها – كما تقول الصحفية – قد أخذ مكتبا فى شارع
الثورة بمصر الجديدة أمام سفارة الإمارات وبدأ فى تجهيزه ليكون شركة
الإعلانات التى وعدها بها.
كان ياسر على جادًا فيما يقوله عن شركة الإعلانات، فقد طلب منها أن تحرر
توكيلا قانونيا لمحامى صديقه مكتبه فى مدينة نصر، لم تكن الصحفية وحدها هى
التى ستعمل فى وكالة الإعلانات، كانت هناك صديقة لها تعمل فى مجال
الإعلانات ومتزوجة من رجل أعمال شهير وشريكة لعدد من رجال الأعمال
المعروفين أيضا.
قرر ياسر على والصحفية أن يتزوجا، وكان من المفروض أن يذهبا إلى مكتب
صديقه المحامى ليعقدا القران هناك على يد مأذون، لكن فى المرة الأولى لم
يحضر المأذون، وعلى التليفون المحمول للصحفية رسالة نصية قصيرة بتاريخ 24
أغسطس الساعة السادسة وخمسة وعشرين دقيقة نصها: «الموعد العاشرة والنصف فى
مكتب إبراهيم المحامى».. ظل ياسر مع الصحفية فى السيارة تحت مكتب إبراهيم
لكن المأذون الذى كان تليفونه مغلقا لم يرد.
على تليفون الصحفية رسائل كثيرة تؤكد أن ياسر على كان حقيقيا فى حبه
للصحفية منها رسالة بتاريخ 27 أغسطس الساعة العاشرة وثمانى دقائق فيها:
«انت وبس اللى قلبى معاك».. وبعدها بحوالى خمس دقائق الساعة العاشرة وثلاث
عشرة دقيقة رسالة أخرى يقول فيها: «عارفة أنا بالف فى شارعنا عند الكمين
وحاسس إنك جنبى وشامم ريحة برفانك».
تقول الصحفية: عندما ارتديت الحجاب قررت ألا أخلعه أبدا.. أراد ياسر ذلك،
فأول مرة نذهب فيها إلى مكتب صديقه المحامى كان حريصا أن أكون محجبة، فهو
وصديقه إخوانيان، وعندما تأخر المأذون اتصل ياسر بصديقه وسأله: مفيش حل
تانى، فقال له: مقدرش أجيب حد تانى.. المأذون ده أمين جدا.. ومفيش مشكلة لو
أجلنا كام يوم.
فى المرة التى عقد فيها القران، وكما تقول الصحفية: كان ياسر قد تراجع عن
كثير من وعوده مثل أن يتحدث مع أهلى أو أن يأخذ موافقة الرئيس، وتعلل بأن
هناك ظروفًا كثيرة وأحداثًا ستجعل من الصعب أن يكون هناك إعلان للزواج،
ولذلك حرصنا على ألا يعرف أحد شخصية ياسر عندما يذهب المأذون لتوثيق العقد
فى المحكمة.
تقول الصحفية: «ياسر كان معاه بطاقتين الأولى فيها الوظيفة طبيب بشرى حر،
واسمه بالكامل ياسر على محمد سبلة، والثانية فيها الوظيفة المتحدث الرسمى
باسم الرئاسة، أحضرنا صورة قديمة له لا تشبهه كثيرا الآن ووضعناها على
القسيمة زيادة فى الاحتياط».
قبلها بأيام ولم يكن ياسر قد وصل إلى المكان الذى سيتزوج فيه الصحفية،
سألها: هو المفروض لما نتجوز هنروح فين، مش منطقى إنك تروحى بيتك وأنا أروح
بيتى مش كده؟ وقبل عقد القران بأيام أيضا تقول الصحفية: فضل يقنعنى إن
الحكاية مش محتاجة عقود، محتاجة قبول بس، لأن العقود دى بدعة ابتدعها
الناس، لكنى قلت له: أنا ممكن أهلى ميعرفوش والناس متعرفش لكن إلا ده،
كفاية إنى هتجوز وأفضل فى الضل هاسيب شغلى.
فى هذه الأيام التى زادت تساؤلات ياسر تسرب إلى الصحفية أنه يمكن ألا
يكون جادا فيما يقوله له، لكن الأيام أثبتت أنه جاد تماما، توقفت عن
الاتصال به والرد على تليفوناته، كان – كما تقول – يتصل بزملاء لها من
الصحفيين الذين يعملون فى الرئاسة ويطلب منهم أن يجعلوها ترد عليه لأن هناك
أشياء مهمة يريدها منها.
تسرب الشك إلى بعض صحفيى الرئاسة، كانوا يطلقون على صحفية اليوم السابع
أنها المتحدث الرسمى باسم المتحدث الرسمى باسم الرئاسة، كانت تعرف متى
سيظهر وأين، وماذا سيقول للصحفيين؟ وما هى التصريحات التى سيدلى بها ؟ ثم
إن هناك انفرادات كثيرة نشرتها لا لشىء إلا لأن المتحدث الرسمى كان يخصها
بها قبل الآخرين.
عندما ردت عليه، تقول الصحفية: قلت له إحنا لازم ناخد إجراءات واضحة
ومحددة وفعلية، أنا عمرى ما هاقولك زوَّجتك نفسى وينتهى الموضوع.. وقتها
قال لى فيه فيللا إيجار فى مدينتى – اختار مدينتى لأنها ستوفر له بعضا من
الخصوصية – وهى الفيللا التى دله عليها صديقه الإخوانى.
كما تقول الصحفية فإن العلاقات بين ياسر على وصديقه الإخوانى تتجاوز العلاقات الإخوانية،
إلى علاقات البيزنس، فهما شركاء فى مشروع مواد غذائية، هذا غير استثمارات
أخرى لياسر منها أنه شريك فى مستشفى بـ6 أكتوبر، ومكتب للاستشارات
والتسويق، غير شركة تسويق أدوية كان يمتلكها، لكنها لا تعرف إن كانت هذه
الشركة لا تزال موجودة إلى الآن أم لا.
تقول الصحفية: عن طريق الصديق الإخوانى
- وكانت معه زوجته أيضا - رأت الصحفية فيللا فى مدينتى الفيللا يمتلكها
رجل أعمال ومسجلة باسم ابنته، ويمتلك مصنعًا فى العاشر من رمضان، أعجبتنى
الفيللا، فقال لى ياسر طالما عجبتك خلاص نخلص فيها.
كان صاحب الفيللا يريد فيها 8 آلاف جنيه إيجاراً ، لكنه بعد أن قابل ياسر
على فى فندق فيرمونت مصر الجديدة اقتنع أن يكون الإيجار 6 آلاف جنيه فقط،
وترك فى الفيللا المطبخ كاملاً وبعض الأجهزة أيضا.
تحكى الصحفية: بعد أن شاهدت الفيللا واتفقنا فيها، كانت زيارة الرئيس إلى
نيويورك حيث حضور اجتماعات الأمم المتحدة، اتقابلنا هناك كثيرًا، وفى أحد
اللقاءات التى عقدها الرئيس لم يحضرها ياسر، كان يجلس فى الفندق لينتهى من
كتابة خطاب الرئيس الذى سيلقيه، ذهبت إليه فى الفندق وانتقلنا إلى فندق
آخر، وكانت مفاجأة أن نقابل أحد أفراد البعثة الدبلوماسية فى الفندق، فقد
لاحظ أننا بنهزر مع بعض، وكان الموقف محرجا جدا.
تكمل صحفية اليوم السابع: رجعنا من أمريكا وقررنا أن نتزوج، بدأت فى
تجهيز الفيللا، كان هو قد قرر الذهاب إلى جدة فى السعودية لمهمة عائلية
عاجلة، وهو اليوم الذى حدثت فيه مشكلة النائب العام، فقد خرج مدير مكتب
الرئيس ليعلن أنه لظروف خاصة الدكتور ياسر على ليس موجودًا، وأن قرار بإقالة العام صدر وهو ما سبب مشكلة كبيرة.
كان المفروض أن يسافر ياسر على إلى جدة ليوم واحد ويعود إلى القاهرة
ليعقد قرانه، وبالفعل هذا ما حدث، لكن حدث ما جعل الأمر يصل إلى الرئيس،
تقول: «فرشت الفيللا ونقلت حاجتى وبدأنا نرتب الدنيا، أول يوم جواز جه
الصبح بدرى حوالى الساعة 6 صباحا نام ساعتين ونزل على طول وقال لى هارجع لك
بالليل، بحثت عن ريموتات التكييفات فلم أجدها، اتصلت بصاحب الفيللا فقال
لى إن الريموتات لديه فى مصنع العاشر، كلمت ياسر فأرسل سيارة من الرئاسة
إلى مصنع العاشر لتأتى بالريموتات.. وبالفعل أحضرها سائق الرئاسة فى
كرتونة».
عاد ياسر إلى فيللا مدينتى فى هذا اليوم متأخرا- كما تقول الصحفية – وقبل
أن يتناول عشاءه جاءه تليفون من بيته، جعله ينزل مباشرة قبل أن يأكل فقد
كانت هناك ظروف قهرية استدعت ذلك، يومها اتصل بى كثيرا وقال أنا ظالمك
معايا جدا إنتى عروسة جديدة ومينفعش أسيبك فى أول يوم.
نصل إلى قمة الحدث.
تقول الصحفية:" نمت بعد أن عرفت أنه لن يأتى مرة ثانية، وجدته يكلمنى
ويقول لى فيه مشكلة كبيرة، استدعونى فى الرئاسة الساعة 2 بالليل وقالوا إن
أمن الرئاسة رصد سيارة الرئاسة التى خرجت من قصر الاتحادية إلى مصنع
بالعاشر من رمضان ومنه إلى فيللا مدينتى ثم عادت إلى الاتحادية، فقال لهم
إنه كان فى مهمة خاصة للدكتور ياسر.
أمن الرئاسة – كما يدعى ياسر الذى نقلت عنه الصحفية – طلب منه أن يترك
الفيللا فورا والحجة أن رجل الأعمال مشترك ضمن اتفاقية الكويز، ومن الأفضل
ألا تكون هناك علاقة من أى نوع بين مسئول فى الرئاسة ورجل أعمال، تقول
الصحفية:" فضلت طول اليوم اتصل به ولا يرد علىَّ، فقد التزم الصمت بعد
المكالمة الأولى، أرسلت له أكثر من رسالة حتى أطمئن، لم استطع الانتظار فى
فيللا مدينتى، أخذت العربية ونزلت، فضلت ألف حول قصر الاتحادية، كلمته فقال
لى انتظرينى عند سينما روكسى، ركب معى العربية، قلت له نطلع على البيت
نتكلم، قال لى مينفعش نطلع على البيت".
ياسر قال للصحفية، والرواية لا تزال لها: أنهم فى الرئاسة عرفوا مسألة
زواجه وأن الموضوع وصل إلى الرئيس، وفى الأول طلبوا منه شوية حاجات منها أن
يصبح الزواج معلنًا وأن تترك الصحفية عملها كما تترك مؤسسة الرئاسة تماما.
لكن الرئيس وهذا كما أخبرها ياسر قال له إن الزواج الثانى منتقد تماما،
خاصة فى الموقع الذى تشغله، وأن الموضوع لو أعلن فإن مشاكل كثيرة ستتوالى
وهم فى غنى عنها تماما الآن على الأقل.
الأخطر فى الموضوع كله ما قاله الرئيس لياسر على- وهذا كما ادعى هو
للصحفية عندما كان لا يزال معها فى سيارته – قال لها إن الرئيس قال له نصا:
أنا مش عاوز ورقة فى الموضوع ده، طلقها وتتصل بى بعدها تقول لى إن الموضوع
انتهى.
كان لابد أن يقنع ياسر الصحفية بأن هناك خطرًا كما تقول هى: «قال لى إنتى
مش متخيلة أمن الرئاسة عمل ايه، فرغوا المكالمات اللى بينى وبينك وقالوا
إن جواز الصحفية منك ممكن يكون وراه رغبة فى تسهيل مصالح معينة لرجال
أعمال».
ياسر على قال للصحفية ما هو أكثر من ذلك، قال لها إن محمد مرسى والده ولا
يريد أن يضره بأى شىء، وأنه متمسك بها، لكنه لا يستطيع أن يرفض طلبا
للرئيس، ثم إن الطلاق نفسه سيتم بشكل مؤقتا تماما، قالت له: مينفعش تقول
للرئيس إنك طلقتنى من غير ما تطلقنى، رفض ياسر هذا المبدأ، وقال لها : لا
يمكن أن يحدث هذا.
من طرف خفى شعرت الصحفية أن ياسر يهددها حتى ينتهى هذا الموقف، قال لها –
كما تقول الصحفية – إنتى لازم تسيبى الفيللا حالا، أنا مش عارف ممكن
يعملوا معاك ايه، الأمن قال للرئيس إنهم ممكن يتعاملوا معاك بطريقتهم لكن
أنا قلت لهم لأ ووقفت ضدهم، قلت له: إنت هتطلقنى والورقة لسه ما وصلتش
المحكمة أصلا، فقال لى أنا هاتصل بإبراهيم وهو هيخلص الموضوع وأنا ما
ظلمتكيش لأن مفيش أى حاجة حصلت بينا.
وصلت الصحفية بسيارتها وأمام منزل ياسر كما تقول هى: قال لى تنفيذا للوعد
اللى وعدته للرئيس انتى طالق.. لكن إنتى لسه مراتى قدام ربنا.. فضلنا ربع
ساعة أنا قاعدة فى العربية وهو واقف أمام منزله لا يستطيع أن يدخل وكل ما
قاله لى وقتها: خلى بالك لأنهم ممكن يكونوا وراكِ".
بعد الطلاق عرفت الصحفية أنه سافر السعودية مرة أخرى لمهمة عائلية خاصة،
وهى المهمة التى استغرقت يوما وحدا، بعدها وجدته يحذرها من دخول الرئاسة
حتى لا يضايقها أحد، قال لها دول ممكن يتعاملوا معاك بشكل سيئ.
تقول الصحفية: " أخذت مهدئات كثيرة ودخلت فى حالة صحية ونفسية سيئة جدا،
اتصل بها ليطمئن عليها، فأرسلت له رسالة قالت له فيها: متفتكرش إنى كفرت
برحمة ربنا أنا بس باستعجلها، وعندما عرف إنى أخدت مهدئات ويكاد يغمى على
أرسل لى سيارة اسعاف نقلتنى إلى مستشفى خاص، أوصى الجميع على هناك لكنه لم
يأت ليطمئن علىَّ.
بعد أن خرجت من المستشفى كانت عاتبة عليه، وجدته يتحدث معها مرة أخرى،
فواجهته، كما تقول : سألته إنت شايف اننا نقدر نكمل مع بعض، فقال لى: فى
الوقت الحالى لا، أنا أتمنى إن ده يحصل لكن ظروفى متسمحش دلوقتى".
رابع أيام العيد الكبير طلب ياسر أن يقابل الصحفية، قابلته فى
الفورسيزونز فى غرفة اجتماعات بالدور الرابع، وجدته يقول لها – كما تقول –
أنا مش قادر أسيبك أنا بموت من غيرك، وأكد لى أنه وهو راجع مع الرئيس على
الطيارة من إحدى الزيارات للمناطق العسكرية حدث له هبوط ودخل المستشفى".
بعد أن خرج من المستشفى قابلته فى نفس اليوم تقريبا، ظلت معه لأكثر من
خمس ساعات، تقول الصحفية: تقابلنا بعدها أكثر من مرة دون أن يكون لديه
جديد.. ومنذ الطلاق لم نعد نظهر مع بعضنا فى مكان عام، فقد أخبر الرئيس أنه
طلقنى، لكنه عاد ليقول لى إن فيه أخبار كويسة، وأنه تحدث مع الرئيس وشرح
له ظروفه ولاحظ أن هناك بوادر موافقة مبدئية من الرئيس، قال لى إنها قعدة
واحدة مع الرئيس وممكن يوافق تمامًا".
التفاصيل أكثر من مزعجة.. وهناك إحتمالات كثيرة فى هذه القصة التى سجلت
الصحفية مسئوليتها الكاملة عنها، وأنها تتحدث وهى فى كامل قواها العقلية،
وأن لديه ما يثبت كلامها من أوراق ومستندات ورسائل على تليفونها وغير ذلك.
إنها لا تزال تملك مفاتيح فيللا مدينتى، رغم أنه أخبرها مؤخرا أنه لو
أعادها إلى عصمته فسوف يشترى لها فيللا فى مدينة الرحاب ثمنها مليونان ونصف
المليون جنيه، وأنه وصل إلى الفيللا عن طريق أحد مستشارى الرئيس الذى هو
صديقه فى الوقت نفسه.
على هامش هذه القصة معلومات كثيرة، فالسائق الذى جاء بريموتات التكييف من
مصنع العاشر إلى فيللا مدينتى تم تسريحه من قصر الاتحادية، رغم أنه كان
يعمل ثلاثة أيام فقط، وكان ياسر – كما تقول الصحفية – قد اتفق معه أن يعمل
معه بقية أيام الأسبوع، وكان ينوى أن يخصصه للصحفية فى تنقلاتها.
مرت الصحفية بظروف صحية حالت بينها وبين مواصلة عملها فى قصر الرئاسة،
لكنها عندما عادت – كما قالت لى – شعرت أنه لا شىء غريب فى تعامل المسئولين
هناك معها، وكأن ما قاله لها عن الأمن وطلبهم أن يتعاملوا معها، هل تتشكك
فى كل ما قاله، هل اخترع حكاية الرئيس حتى يتخلص من زواج لم يستمر إلا
ثلاثة أيام فقط.
هذا هو الفصل الأول من القصة.. أما الفصول الأخرى فلدى أطراف كثيرة لابد أن تتحدث وأعتقد أن هذا ما سيحدث خلال الأيام القادمة.
مؤكد أننى لم أتحمس لنشر هذه القصة من باب التسلية، فهى تعبر عن أزمة
نظام ومأزق مجتمع، ليس فى الحب عيب وليس فى الزواج زلل.. ولكن هنا أثبت
بعضا من الملاحظات.
أولا: لو صحت كل التفاصيل التى أحاطت بهذه الواقعة فإننا أمام مسئول
برئاسة الجمهورية يستغل سيارات المؤسسة التى هى أموال الشعب لتحقيق مصلحته
الخاصة، سيارة من الرئاسة نقلت ريموتات التكييفات من مدينة العاشر من رمضان
إلى الفيللا فى مدينتى.. ثم أنه وطبقا لرواية صحفية اليوم السابع، أنها
كثيرا ما ركبت سيارات من الرئاسة أوصلتها إلى حيث تريد.
ثم أنه كان فى كل ما جرى استفاد من مميزات وضعه كمتحدث رسمى باسم
الرئاسة، فالرجل الذى قدم له الفيللا ارتضى أن ينزل بالإيجار من 8 إلى 6
آلاف جنيه لأنه فقط متحدث رسمى باسم الرئيس، كما أنه كان يتنقل بين أماكن
عامة كثيرة، وأعتقد أنه لم يكن يدفع من حسابه الخاص تكاليف مقابلاته.. وهى
الأشياء التى لم تكن لتتحقق أبدا لياسر على لو لم يكن وصل إلى منصبه
الرسمى.
ثانيا: قد يكون ياسر على وقع فى مأزق بزواجه الذى تم ربما بعاطفة صادقة،
لكنه اكتشف أنه تسرع فقرر أن يتراجع، فاخترع كل القصة التى رواها لصحفية
اليوم السابع، وهى قصة استغل فيها اسم الرئيس وأمن الرئاسة، حتى يبعدها
عنه، وهو بذلك يضع مؤسسة الرئاسة كلها فى حرج، لأنه لعب باسمها واستغل
وجودها ليحسم مشكلة خاصة به.
ثالثا: فى بعض كلام ياسر على – كما نقلته صحفية اليوم السابع – تهديد من
طرف خفى بأن أمن الرئاسة قال للرئيس مرسى إنه سيتعامل معها، وأنه تصدى لهم
ورفض ما قالوه، ولو صح هذا الكلام أيضا فالرجل يستغل نفوذه للمرة الثانية
لإرهاب مواطنة وثقت فيه وأطاعته فيما أراده.
رابعا: أعرف أن هناك حالة من الارتباك والخوف من الفشل لدى المسئولين من جماعة الإخوان
المسلمين، وأن هذه الحالة تجعلهم يتخبطون ليس فيما يقررون ولكن فى كل ما
يتعلق بحياتهم، لكن ليس معنى ذلك أن يستغل مسئول الأمر فى تبرير أفعاله
خاصة أنها أفعال فى أعراف المجتمع وتقاليده لا تتفق إطلاقا مع الأخلاقيات
العامة للمجتمع.
خامسا: قد تكون صحفية اليوم السابع وحدها هى التى تعرف ما تريده الآن،
أعرف أن الأمر انتشر على نطاق ضيق جدا، وتلقت اتصالات من بعض الزملاء
طالبوها بألا تتحدث، لكنها فعلتها وتحدثت، وعلى الأقل هى الآن تطالب الرجل
الذى تزوجها – بصرف النظر ما إذا كان متحدثا رسميا باسم الرئيس أو رجلا
عاديا – أن يعطيها ورقة زواجها وورقة طلاقها، فهى الآن لا تعرف على وجه
التحديد هل هى متزوجة أم مطلقة، وأعتقد أن هذا أمر يمكن أن يحسمه القضاء
الذى ستلجأ إليه.
سادسا: يبدو من على سطح القصة كلها أن لا شىء يختلف فى مصر، ولا شىء
يتغير، كنا نسمع عن قصص مشابهة داخل نظام مبارك، كان رجال مبارك يحرصون
أيضا على الزواج، كانت هناك بعض العلاقات التى لا تخرج عن العلاقات
العابرة، ورجال النظام الجديد يحرصون أيضا على الزواج، فهو شرع الله، ولا
أحد يستطيع أن يقول لا لشرع الله، لكن يبدو أن أعباء السلطة وتبعاتها لم
تجعل الزواج أمرا ميسورا، فالزواج الثانى المعتاد لدى الإخوان وغيرهم من الإسلاميين جعلته السلطة من الأمور التى يمكن أن تسبب حرجا بالغا لهم.
سابعا: فى مجتمع مثل مجتمعنا سيسارع الرجال إلى إدانة الضحية، الصحفية
هنا من كل النواحى وبكل المعايير هى الضحية، صحيح أنها قبلت أن تتزوج فى
السر وبدون علم أهلها، وأن تترك عملها وأن ترتدى الحجاب، لكنها فعلت ذلك
كله باسم الزواج، قد يعاتبها أهلها، قد يغضب منها أشقاؤها، كل هذا متاح
ومباح ومقبول، لكن فى النهاية لا أحد يستطيع أن يدينها لأنها تزوجت من رجل
أكدت أنها أحبته كما أحبها.. ولذلك فليس علينا أن نشغل أنفسنا كثيرا بمن
أخطأ ومن كان على صواب، لسبب بسيط أن القضية أكبر من مجرد قضية شخصية، تزوج
فيها مسئول كبير من صحفية، فنحن أمام واقعة – لو صحت تفاصيلها جميعا– تمثل
نوعا من الفساد السياسى وإهدار المال العام واستغلال النفوذ بما لا يتوقع
أو يتصور أحد.
ثامنا: ليس بعيدا عن خيالنا ما يمكن أن يحدث، رد فعل مؤسسة الرئاسة يمكن
أن يكون معروفا ومحددا، النفى التام، منذ أيام وصاحب الأزمة يحاول أن يلمها
من مختلف أطرافها، لكن لا شىء يظل سرا إلى الأبد، وهو ما يجعلنا جميعا نقف
أمام مسئوليتنا، قد يكون كل ما قاله ياسر على لصحفية اليوم السابع صحيحا
مائة فى المائة، فيما يتعلق بعلاقة الرئيس بالأمر، وقد يكون ما قاله عن
علاقة الرئيس بما جرى مجرد خيال حتى ينهى أزمته، وهو ما يجعلنا نطالب بأن
نعرف حقيقة ما جرى، وعلى لسان المتحدث الرسمى باسم الرئيس الذى اعتاد أن
ينفى كل شىء حتى تعب من النفى، هنا النفى لن يكون مفيدا بالمرة.. لأن الأمر
يتعلق بمستقبله كله، وأعتقد أن مستقبل ياسر على ليس هينا لا عليه ولا على
من حوله.
*********
بقى هامش واحد وهو لكل من سيتقول بأننا خضنا فى الحياة الخاصة لمسئول
كبير ومنصبه حساس، لقد احتفظت بتفاصيل مذهلة تتعلق بالحياة الخاصة للمتحدث
الرسمى باسم الرئاسة، رأيت أنها لا تخدم الهدف من الكشف عن حالة فساد سياسى
كاملة، ثم إن الرجل لو كان استقام له الحال، لما اعوجت الحياة كلها أمامه
الآن.
من حق المسئول الكبير أن يحتفظ بأسراره وحياته الشخصية لنفسه، لكن عندما
يرتبط عمله العام بمصالح الناس وحقوقهم، فليس من حقه أن يبكى على حياته
الخاصة، لقد عرضت لقصة زواج ياسر على التى لم تكتمل، ليس باعتبارها قصة
زواج فقط.. ولكنها قصة زواج أهدر بين تفاصيلها المال العام واستغل مسئول
سياسى كبير سلطته ونفوذه.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق