السفيرة الأمريكية: «صور المظاهرات» ربما تجعل إعطاء المساعدات أمرا صعبا
أ.ش.أ
Tue, 18/09/2012 - 21:09
أ.ش.أ
Tue, 18/09/2012 - 21:09
حازم جودة
قالت السفيرة الأمريكية بالقاهرة، آن باترسون، الثلاثاء، إن «العلاقات المصرية- الأمريكية، علاقات مصالح استراتيجية مهمة وقوية»، و ذلك خلال لقاء ضم عددا محدودا من الصحفيين، و تعقيبا على تداعيات الفيلم المسيء للرسول على العلاقات المصرية الأمريكية، فى ضوء المظاهرات الأخيرة، أوضحت «باترسون»: «إننا نعمل الآن لوضع هذا الحدث خلفنا والسير للأمام»، معربة عن «الثقة في أنه سيتم تحقيق ذلك لاستعادة الزخم فى العلاقات مجددا».
وحول النصيحة التي يمكن أن تقدمها للأمريكيين، فى ضوء الأحداث الأخيرة، التى وقعت أمام السفارة الأمريكية، قالت «الكثيرين تظاهروا وتصوروا أن الولايات المتحدة ضد القيم الإسلامية، أعتقد أن ذلك كان رسالة للمجتمع الأمريكي يجب أن يسمعها الأمريكيون، وأشارت إلى أنه كانت هناك اتصالات على أعلى مستويات بين الرئيسين، باراك أوباما ، ومحمد مرسي».وحول مانشرته صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، من تراجع الولايات المتحدة، عن تقديم حزمة المساعدات التي وعد بها أوباما لمصر بسبب أحداث السفارة، قالت السفيرة: «لا أريد أن أكون غير واقعية، إن ذلك أمر صعب حدوثه، ولكنني أؤكد أن هناك تفهما لأهمية العلاقات المصرية الأمريكية داخل الإدارة الأمريكية، ولا أريد أن أرد على كلام مجهول المصدر كما جاء في الصحيفة».
وأضافت «صور المظاهرات في التليفزيون ربما تجعل إعطاء المساعدات أمرا صعبا، ولكن معظم الأمريكيين يفهمون أهمية العلاقات مع مصر، فلدينا مصالح استراتيجية مهمة للعمل مع مصر، والعديد من رجال الكونجرس الأمريكي يتفهمون ذلك، خاصة وأن الكونجرس هو الذي سيحدد الموافقة على تلك المساعدات، وهم يتناقشون حول هذه الأمور وهناك نقاش ولكنني واثقة أنهم فى النهاية سيتخذون القرار الصحيح لمساندة مصر».
وأعربت عن أملها في ألا تتأثر العلاقات أو أن يقف الوضع على ما هو عليه الآن وأن يدرك المجتمع الإسلامي أن لدي الولايات المتحدة قوانين، ربما يتخذ بعض الأشخاص خطوات مسيئة ولكن الرد لا يكون بالعنف المتزايد.
وتابعت السفيرة حول عدم معالجة سبب المشكلة وكيفية تجنب تكرار ما حدث بقولها «ربما يتم ذلك بالفعل، ولكننا نتمسك بالتصريحات التي ذكرتها وزيرة الخارجية الأمريكية، هيلاري كلينتون، التي قالت فيها (إن هذا الفيلم مسيء جدا ومقزز)، لكن في نفس الوقت لا يمكن الموافقة على العنف ضد السفارات والدبلوماسيين وقتل السفير الأمريكي في ليبيا، ولا توجد حجة تبرر ذلك، ونتوقع أن يتحدث الزعماء عن هذا الأمر ويرفضونه كما أننا نتحدث مع الأمريكيين الذين يسيئون إلى الدين».
وعما إذا كان ما حدث قد أثر على المصالح الأمريكية في مصر، قالت إن «هذا ممكن، لكننا أعلنا أن هذا الفيلم مقزز ولا يمكننا وقف حرية التعبير، وسنعمل بأفضل الطرق من خلال الاتصالات بالزعماء والقائمين على الأمور والإعلام بكثافة لعودة العلاقات لمسارها».
ونفت السفيرة معرفتها عن وجود أياد خفية داخل مصر وأمريكا سعت لإذكاء الخلاف حول الفيلم المسيء للرسول، حيث «إننا لانعرف، ولكن هناك أشياء كثيرة مثيرة للانتباه حدثت في هذا الموضوع، فهناك مجموعات كثيرة كانت حول السفارة، وقد تحدثنا مع أجهزة الأمن المصرية التي تجرى تحريات حاليا، وسيطلعون الجانب الأمريكي على نتائج التحقيقات».
وحول الأيادى الخفية داخل أمريكا وتوقيت عرض الفيلم المسيء مع ذكرى 11 سبتمبر، قالت السفيرة «لا أعرف، وهناك الكثير الذي ربما سيظهر خلال الأسابيع المقبلة».
وحول ما إذا كانت الولايات المتحدة تعود بعلاقاتها مع مصر خطوتين للخلف، بعد ظهور هذا الفيلم المسيء، وما أعقبه من مظاهرات ما يعنى فشل زيارة الوفد الاقتصادي الكبير الذى زار مصر مؤخرا، قالت «باترسون» :«إننا كنا سعداء بزيارة الوفد ، الإقتصادي الذي مثل 50 شركة أمريكية كبرى، والتقى عددا كبيرا من الوزراء المصريين، كما كانت هناك أحاديث عن وفود سياحية أمريكية ستأتي لمصر، ولكن الأحداث الأخيرة أثرت على ذلك لأن الأوضاع لا تشجع السياحة أو الاستثمار الأمريكي، خاصة اذا شاهد المجتمع الأمريكي المتظاهرين المصريين أمام السفارة والأحداث التي تمت، ولكننا نريد إعادة العلاقات إلى مسارها مجددا واستغلال الفرص الكثيرة التي توفرها الشركات الأمريكية لمصر».
وحول وجود إنذار أمني تلقاه المسؤولون الأمريكيون قبل 11 سبتمبر الجاري، قالت السفيرة الأمريكية بالقاهرة: «لقد كان هناك إنذار على موقع التواصل الاجتماعى «فيس بوك»، وكنا نعلم أنه ستكون هناك مظاهرات وتلقينا معلومات، وبالتالي فإن المظاهرات لم تكن مفاجئة، وتعاملنا مع تلك الإنذارات».
وفيما يتعلق بالبيان الذي صدر من السفارة الأمريكية، وتبرأت منه الخارجية الأمريكية والمتعلق برفض الإساءة للأديان ورفض الفيلم، قالت «لا أريد التعليق على هذا الموضوع»، موضحة أن هناك حرية تعبير داخل المجتمع الأمريكي بغض النظر عن أن ذلك يعني أننا نؤيد ما يقوله الجميع داخل الولايات المتحدة.
وعما إذا كان الدستور الأمريكي يطالب بوقف أي عمل ضد الأديان المختلفة، قالت السفيرة «هذا الأمر ليس صحيحا وهي معلومات مغلوطة وليس دقيقا أن الولايات المتحدة لا تسمح للأفراد بالحديث حول تلك الموضوعات، وهناك حرية في ممارسة الشعائر الدينية بالدستور الأمريكي»، موضحة أنه تم الخلط بين الدستور الألماني والأمريكي في هذا الشأن.
وأشارت المبعوثة الأمريكية إلى إنها التقت بعدد من المسئولين ومنهم وزير الداخلية، أحمد جمال الدين ، موضحة أنها أعربت عن الأسف لوقوع مصابين من رجال الأمن، وأشارت إلى أن رئيس الوزراء، الدكتور هشام قنديل، ووزير الداخلية قاما بزيارة لمنطقة السفارة لتقييم ما يحدث، ونحن نقدر ذلك بشدة، ونعتقد أن «الرد كان مؤثرا ونحن راضون عنه».
وعلقت على تضارب ردود فعل بعض رموز جماعة الإخوان المسلمين وحزبها الحرية والعدالة على موقع التواصل الإجتماعى «تويتر» مع تصريحاتهم الرسمية، قائلة «إننا نتعامل مع التصريحات الرسمية التى صدرت عن خيرت الشاطر، نائب المرشد العام لجماعة الإخوان المسلمين، ورسالته في نيويورك تايمز».
وأوضحت «باترسون» أن ما ذكره الرئيس الأمريكي من «أن مصر ليست عدواً ولا حليفا»، بأن الإدارة الأمريكية ذكرت أن مصر دولة صديقة، وهي ليست حليفا لأنها ليست مثل أعضاء حلف الناتو كبريطانيا وألمانيا».
وأضافت «مصر دولة صديقة، ولدينا علاقات قديمة، ونحن ندرك أن في الديمقراطيات الجديدة تحدث أشياء غير متوقعة، ويكون الوضع غير مستقر إلى حد ما، ولكنني متفائلة بتحسن العلاقات وهو ما أكدته لوفد رجال الأعمال الأمريكي الذي زار مصر مؤخرا».
وأشارت إلي أن هناك فرصا لا تزال قائمة لتحسين العلاقات، معربة عن الاعتقاد بأن الاتصال الذي تم بين الرئيسين مرسي وأوباما كان جيدا، كما أن هناك اتصالات بين وزيري الخارجية وبين السفراء والإدارة المصرية، قائلة «الطريق ليس ناعما وهناك وضع جديد».
وحول استغلال المرشح الجمهوري للرئاسة الأمريكية، ميت رومني، أحداث السفارة في الانتخابات ضد الرئيس أوباما، قالت باترسون «إنها لاتريد أن تخوض في تفاصيل المعركة الانتخابية داخل الولايات المتحدة».
المصري اليوم
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق