خمس ساعات ونصف من الصراعات الدامية

شهود عيان يستنكرون تباطؤ الشرطة فى اشتباكات قصر العينى أمس.. وخمس ساعات ونصف من الصراعات الدامية بين مصابى الثورة والعاملين والممرضين "بقصر الفرنساوى".. وجنود الأمن يؤكدون أننا ننفّذ الأوامر 

الخميس، 25 أكتوبر 2012 - 20:24
أحداث قصر العينى 
كتبت أمل صالح

معركة ثلاثية وقعت على مرأى ومسمع من الجميع، المكان قصر العينى "الفرنساوى" أشهر مستشفيات وكليات الطب بمصر.. الزمان الساعة تقترب من السابعة مساء الأربعاء بداية الاشتباكات، التى استمرت خمس ساعات متواصلة لتنتهى الثانية عشرة ليلا، الجميع حبس أنفاسه لا يعلم لماذا احتدم الموقف، ولماذا هانت دماء مصابى الثورة؟؟

نشطاء الألتراس من جانب والعاملون فى مستشفى قصر العينى "الفرنساوى" من جانب آخر، ومصابو الثورة.. الإصابات طالت الجميع ولم تفرّق بين العاملين بالمستشفى والنشطاء السياسيين ومصابى الثورة والألتراس.
 

5 ساعات متواصلة ومنطقة قصر العينى مسرح للاشتباكات دون تواجد فرد أمن واحد، وعلى الرغم من انتهاء المعركة لا تزال أثارها تخيم على المنطقة حتى كتابة هذه السطور.. فالأرض تحمل بعض أثار الزجاج المتناثر وكثير من المحلات أغلقت أبوابها، اللهم إلاّ قليلا من الباعة وأصحاب الفراشات البسيطة جميعهم يجلسون وكأن على رؤوسهم الطير.
 

شهود عيان أكدوا لـ"اليوم السابع" أن أزمة أمس كشفت عن الوجه الآخر للتراخى الأمنى، مؤكدين أنه طوال فترة أزمة الاشتباكات لم يظهر أى من عناصر وقيادات الشرطة والأمن المركزى، تاركين أهالى المنطقة يعيشون ساعات من الرعب فى مشاجرات واشتباكات لا ناقة لهم فيها ولا جمل فى مكان حيوى مثل منطقة قصر العينى، الذى يتردد عليه الآلاف من المرضى المصريين من كل محافظات الجمهورية.
 

رمزى قناوى، بائع جرائد بمنطقة قصر العينى، وصف ما حدث أمس قائلا "دون مقدمات فوجئنا بزجاج يقذف ومعركة نشبت بين بعض المصابين وبين أفراد التمريض بمستشفى قصر العينى التعليمى".
 

ليكمل حديثه فى غضب شديد موجه لفرد أمن مركزى يمر من أمامه "سبتونا أمبارح خمس ساعات من غير عسكرى واحد يحمينا.. ودلوقتى جايين بعد أيه بعد خراب مالطة"، ورغم اصطفاف عدد من عربات الأمن المركزى بالمنطقة إلا أن عساكر الحراسة لايعلمون شيئا عن طبيعة المهمة المكلفين بها.
 

قال أحد جنود الأمن المركزى لـ"اليوم السابع" إنهم لا يعلمون سبب تواجدهم هنا بمنطقة قصر العينى ليؤكد بقوله "أى تعامل يطلب منا يكون مجرد أمر وننفذه دون تقديم أى معلومات لنا عن طبيعة التعامل".
 

شهود الأزمة أكدوا أنها بدأت بين مصابى الثورة محمد زيدان وأحمد عبد الخالق وبين مسئولى مستشفى قصر العينى، عندما رفض الأخير تسجيل أسماء المصابين فى سجلات الخروج لقضاء ساعة أو ساعتين خارج المستشفى، كما هو متبع، إلا أنهما اعتديا لفظياً على طاقم التمريض، بينما قام أحد المرافقين للمصابين بضرب ممرضة على يدها، مما أصابها بكدمة، وأصاب أخرى بكسور، وتم تحطيم زجاج الغرفة بالكامل.
 

أحمد مسلّم، بائع بالمنطقة، أكد على ما سبق، وأضاف أن هناك تراخيا من الأمن المركزى عن حماية أهالى المنطقة وقت وقوع الأزمة، قائلا "خمس ساعات ونصف لم يتواجد عسكرى أمن واحد، كان يمكن أن تقع كارثة هنا بالأمس فلا أحد يعلم ماذا حدث، فضلا عن انتشار أعمال البلطجة، إذن أين ما تحدث عنه الرئيس المنتخب الدكتور محمد مرسى عن عودة الأمن إلى الشارع؟؟
 

من ناحيتهم أكد على ما سبق عدد كبير من شهود العيان من بائعى المنطقة، معبرين عن غضبهم من تراخى جهاز الأمن عن مهمته، ومشيرين إلى أنهم كانوا أمس فى أشد الحاجة للتواجد الأمنى المكثف، ولكن لم يظهر الأمن إلّا بعد انتهاء الأزمة تقريبا، حيث اجتمعوا على وصف واحد قضينا خمس ساعات من الرعب المتواصل.
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق