جون كيرى «محامى الإخوان»

جون كيرى «محامى الإخوان»
2012-12-24 0255 1

«من حسن حظ أمريكا أن يكون السيناتور كيرى هو وزير خارجيتها القادم». هذا ما قالته سفيرة أمريكا لدى الأمم المتحدة سوزان رايس، فهل يكون من حسن حظ مصر أن يتولى كيرى ثانى أهم منصب فى الولايات المتحدة؟ كيرى -69 عاماً- واحد من عدد قليل جداً من الساسة الأمريكيين الذين زاروا الشرق الأوسط مرات عدة وله تصورات واضحة عن مشاكل المنطقة، وسبق له زيارة مقر جماعة الإخوان فى المقطم، والتقى فى مناسبات أخرى عدداً من قادتهم، كما تواصل بشكل فعال مع عدد من رموز المعارضة خصوصاً بعد سقوط مبارك، ولعب درواً فى إقناع أوباما بأن يلقى بثقله وراء الإخوان باعتبارهم أكبر الفصائل السياسية تنظيماً ونفوذاً بعد الثورة. ودافع كيرى عن الإخوان باعتبارهم نموذجاً للإسلاميين المعتدلين الذين يمكن لواشنطن الاعتماد عليهم فى حفظ الاستقرار الإقليمى، وأحد دعائمه اتفاقية السلام مع إسرائيل، فضلاً عن إيمان الإخوان باقتصاد السوق الحر، وهى نقطة جوهرية فى نظرة الأمريكان لأى فصيل على أنه صديق أو عدو. فأمريكا لا تدعم أبداً أى حزب قد تضر قناعاته الاقتصادية بمصالح شركاتها العملاقة. حماس كيرى للإخوان كان مبنياً على قرائن ودلائل على نفوذ الجماعة وتوجهاتها بعد الثورة وقبل أن يتولوا الحكم، فهل يحتفظ كيرى بهذا الحماس للجماعة بعد قرارات الرئيس مرسى المثيرة للجدل والتى أدت لانقسام غير مسبوق يضرب استقرار مصر فى الصميم، وهو ما يزعج الغرب الذى يؤمن كل قادته أن سقوط مصر فى الفوضى خط أحمر، لأنه يعنى انهيار الاستقرار فى الشرق الأوسط بكامله؟ هذا سؤال ستأتى إجابته فى الأسابيع القليلة القادمة عندما يحسم كيرى خياراته فيما يتعلق بمصر وموقف أمريكا من تحالفها الغامض والمرتبك مع الإخوان. بدأ كيرى -المرشح السابق للرئاسة الأمريكية عن الحزب الديمقراطى فى عام 2004- حياته بسجل بطولى فى فيتنام جعله ينال خمسة ميداليات وأوسمة عن أدائه فى هذه الحرب، وقضى معظم حياته كعضو فى مجلس الشيوخ، وتولى فى السنوات الأربع الأخيرة رئاسة لجنة العلاقات الخارجية فى المجلس، ويعد أحد مهندسى السياسة الخارجية الأمريكية سواء من مقعد المعارضين خلال سنوات بوش فى الحكم أو أثناء إدارة أوباما الذى يعترف بأستاذيته له، وكانت بصماته واضحة على كثير من قراراته. وُلد كيرى فى ديسمبر 1943 بولاية كولورادو، وتزوج مرتين، وتخرج من جامعة ييل عام 1966 وعمل مساعداً للمدعى العام لمقاطعة مديل سيكى بولاية ماساتشوستس من 1977 إلى 1979، ثم محامياً حتى عام 1982، قبل أن يخوض غمار الحياة السياسية ويصبح حاكماً لماساتشوستس عام 1983 وبعدها عضواً فى مجلس الشيوخ لعدة دورات متتالية.

الوطن




ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق