تصريح هام جدا ومفاجئ من السادات




عفت السادات: لو شاركت في "الجمل" مكنش دا بقى حالي



الجمعة, 05 أكتوير 2012 17:25



حوار – آية فتحي
البعض يعتبره من الفلول والمستفيدين ومن المسئولين عن خطايا الماضي ومن الذين أمضوا حياتهم في كنف النظام السابق..في هذا الحوارعفت السادات ابن أخ الرئيس الراحل محمد أنور السادات ورئيس
حزب مصر القومي يزيح النقاب عن كل علامات الاستفهام المحيرة للرأي العام المصري .. يتحدث للدستور عن خفايا علاقته بالنظام السابق ولماذا خاض انتخابات 2010؟ وهل نجح بالتزوير؟ .. ولماذا تم اعتقاله؟ ولماذا تم اتهامه بالتجارة في السلاح مع عائلة مبارك؟ وعن موقفه من الانتخابات البرلمانية القادمة .. يتحدث أيضًا عن مركز السادات للأبحاث الاقتصادية "لماذا الآن وما هي الأهداف؟".
كيف كانت علاقتك بمبارك وأولاده وأحمد عز تحديدًا وما الذي استفدته من ورائهم؟
لم يكن لي أي علاقة بمبارك ولا أولاده ولا أحمد عز، فنحن كعائلة السادات أكثر الناس التي تضررت من فترة حكم مبارك، فأنا شخصيًا تم اعتقالي لمدة شهرين في سجن طرة فى إحدى المحاولات المشهورة للنيل من تاريخ الرئيس السادات ومعاقبة والدي على ما فعله مع الرئيس السابق وقت أن كان نائبًا.
ومع هذا دعمت مبارك في انتخابات 2005 مع أن الحزب الوطنى وقف أمامك فى الإسكندرية ووقف ضدك لصالح منافسك على رئاسة النادي وقتها في انتخابات لصالح منافسه محمد مصلحي ؟
فى 2005 كانت الأوضاع مختلفة وأنا كرجل أعمال يجب أن أقف في صف الاستقرار أي تدعيمي لمبارك كان من باب "المصلحة العامة" فكانت معدلات النمو الاقتصادي في تلك الفترة جيدة، تجعل أي رجل أعمال يعمل في مناخ اقتصادي مريح .. ولم يتمتع منافسي مبارك وقتها مع كامل الاحترام لهم بما يجعلهم أصلح منه.
توصف انتخابات مجلس الشعب لعام 2010 بانها الشرارة التي أشعلت ثورة 25 يناير نظرًا لنسبة التزوير الشديدة التي اعترتها ..كيف نجح عفت السادات في انتخابات مجلس الشعب 2010؟
نجح عفت السادات بنفس الأرقام التى كان ينجح بها طلعت ومحمد وبدعم من عائلة السادات خاصة طلعت رحمه الله عليه .. ولا أخفي عليكي سرًا كان معروفًا خلال هذه الفترة أنهم يريدون عمل مواءمة سياسية مع عائلة السادات لما لها من ثقل فى مركز تلا.. وكان طلعت رحمة الله عليه سبب إزعاج لهم فتم التوافق على شخصي أن آتي مرشحًا للحزب الوطني في هذه الانتخابات ولمن لا يعرف فكل ارتباطي بالحزب الوطني قبل الثورة بـ 10 أسابيع فقط.
ما هو تقييمك لثورة 25 يناير ؟
أكن للفترة الأولى من الثورة كل تقدير واحترام، حيث كنت متضامن مع مطالب الشباب بقلبي وعقلي، وبالأخص مطلب الحرية وأيضًا الدور الذي قامت به القوات المسحلة في حماية الثورة له كل التقدير والاحترام.
وقد حدث وقت الثورة غباء سياسي من القائمين على الحكم في تلك الفترة وعلى رأسهم مبارك حيث تأخر في اتخاذ قراراته مما أدى بالجيش المصري إلى رفع يده عن حماية النظام إلى الوقوف في صفوف الشعب.
بعد مرور أكثر من عام ونصف على ثورة 25 يناير وسقوط امبراطورية الحزب الوطني كم تقدر خسارة عفت السادات بعد سقوط تلك الامبراطورية؟ومتى دخل الحزب الوطني ؟
خسارتي صفر فأنا لم أكن عضوًا في الحزب الوطني إلا قبل الثورة ب 10 أسابيع كما قلت لك، فلم أكن عضو في لجنة سياسات ولا في أي لجنة من لجان الحزب ولا في أي عمل تنفيذي، فعلاقتي بالحزب كانت فترة الانتخابات فقط.

يتهمك البعض أنك من المحرضين لموقعة الجمل وأيضًا تحدث البعض عن علاقتك بتجارة السلاح مع منير ثابت شقيق زوجة الرئيس السابق ما هو الدفاع الذي تحمله لنفسك في هذه الأمور؟
كل هذا الكلام عار من الصحة ولا دخل لي به.. "ومكنش بقى دة حالي" لو أنا بتاجر في السلاح، ولم يكن بيني وبين عائلة مبارك أي علاقة عمل، واتهامي في موقعة الجمل لم يكن إلا محاولات من بعض أقزام السياسة وأنصاف السياسيين للإساءة إلى الشخصيات العامة المحترمة فى محاولة للإقصاء السياسي وتشويه من يستطع أن يكون منافسًا لهم وأيضًا لإلهاء المواطن المصري البسيط فى حواديت وحكايات لصرف نظره عن ما يحدث على أرض الواقع.
هناك الكثير الذين يصفون عفت السادات بأنه من الفلول بماذا ترد عليهم؟
الرد بمنتهى البساطة هو هذا السؤال هل الفلول من كانوا يعملون فى النور وأمام الجميع..أم من كان يجلس فى الغرف المغلقة لعقد الصفقات برعاية مباحث أمن الدولة؟ .. هذا هو ردي ولمن لا يعرف كنا أول من طلبنا بعد رحيل مبارك مباشرة أن تعقد محاكمة للثورة وليتم محاسبة من يدان .. ومن يبرأ يعامل مثله مثل أي مواطن مصري دون النظر إلى انتماءاته السياسية.
كيف ترى مصر في ظل سيطرة الإخوان ؟
بدايةً لا أرى مايراه البعض فى الإخوان من أنهم أصحاب تنظيم ناجح أو رؤى أو حلم قادرين على تحقيقه للمصريين .. والدليل على كلامي ما حدث بعد الثورة إلى الآن فكل ما يهم الإخوان هو المغالبة "والتكويش" وترسيخ وضعهم على رأس الدولة لسنوات عديدة فقط لاغير .. وإننى أدعو القوى الوطنية أن تتوافق وتتحد حتى لا تضيع مصر التى نعرفها.

ما هو تقييمك لما تم تحقيقه في خطة المائة يوم التي أعلنها الرئيس ؟
مبدئيًا أنا لست مع الباحثين عن حساب 100 اليوم، فلابد أن نكون أكثر موضوعية ونعطي الرئيس محمد مرسي وقت أطول طالما أن هناك خطوات حقيقية تنفذ على أرض الواقع، والعتاب الذي يلقى على مرسي حتى الآن .. هو عدم وجود رؤية واضحة وبالأخص فى الجوانب الاقتصادية .. ويؤخذ عليه عدم تقنين وضع جماعة الإخوان إلى الآن على الرغم من أن خطوة كهذه ستجعل الجميع يلتف حوله كرئيس لكل المصريين.
نجد من عفت السادات هجوم شديد على جماعة الإخوان المسلمين وبالاخص رجل الاعمال خيرت الشاطر في اي وقت ممكن نجد عفت السادات تصالح مصالحة مع الإخوان؟
عندما يتصالح الإخوان مع مصالح الشعب ويعملون على مصلحة الوطن وليست مصالحهم الخاصة، وقتها فقط سأكون أول من يضع يده في يد الإخوان، وأنا لست معهم في نزاع شخصي ولكن الاختلاف في وجهات النظر لصالح الوطن.

ما هو تقييمك للجنة التأسيسية للدستور؟
التأسيسية منذ بداية تشكيلها كان بها عوار واضح حيث سيطر عليها التيار الديني فقط، ويجب على الرئيس محمد مرسي أن يحل هذه اللجنة ويعيد تشكيلها مرة أخرى وأن يضم التشكيل الجديد العديد من الشخصيات القانونية الدستورية وأن يتم تمثيل المرأة بشكل أوسع مما كانت عليه خلال الجمعيتين السابقتين وان يبتعد عن النظرة الحزبية خلال التشكيل.
بعيدًا عن السياسة علمنا أنك بصدد إنشاء مركز للدراسات والأبحاث الاقتصادية يحمل اسم الرئيس "السادات" كيف سيساعد هذا المركز في حل المشكلات الاقتصادية ولماذا أطلقت عليه اسم "السادات"؟
المركز سيضم نخبة من الباحثين الاقتصاديين ورجال الاقتصاد والمال وسيتم وضع أوراق عمل في الفترة القادمة لتحديد كيف يكون المسار الذي سنسير عليه، لعله يقدم أفكار يستعين بها أولى الأمر في البلد،
وتم تسميته بالسادات لأنه يتحدث عن الأفكار الاقتصادية للرئيس الراحل محمد أنور السادات، فأفكار السادات تمثل بحرًا كبيرًا إذا تم الاستعانة بها سيحل العديد من المشاكل الاقتصادية الحالية، والهدف من إنشائه أنه بحلول عام 2020 نكون قد ساهمنا فى بناء مصر التى نحلم بها جميعًا مصر العدالة الاجتماعية والمجتمع المنتج.
مع اقتراب ذكرى حرب أكتوبر والتي تتزامن مع ذكرى رحيل الرئيس الراحل محمد أنور السادات، نعلم أن عفت السادات يحمل في خزينته الكثير عما حدث يوم اغتيال السادات.. وما جرى معكم بعد وفاة الرئيس السادات رحمه الله عليه ؟
عندما توقف البث التلفزيوني للعرض استشعرنا أن هناك مكروهًا حدث للرئيس..وعلى الفور اتصل والدي بالرئاسة وانتقلنا أنا وهو وشقيقي الأكبر عباس ووصلنا إلى مستشفى المعادي العسكري مع دخول الرئيس الى غرفة العمليات .. ووقتها كان النائب مبارك ووزير الداخلية النبوي إسماعيل "بالغيار الداخلي فقط" ومع خروج طبيب الرئيس الدكتور محمد عطية والدموع فى عينيه..احتد والدي بالكلام على مبارك بشكل عنيف.. وبعد وصول السيدة جيهان إلى المستشفى هدأت الأجواء وتم الاتفاق على إعلان الوفاة بعد الظهر وبعد الدعوة الى اجتماع عاجل للوزارة حتى لا يفلت زمام الوطن نتيجة للانفعالات العاطفية .. وما حدث لنا بعد وفاة السادات كان محاولة لتشويه الزعيم الراحل وكعقاب لموقف والدي من مبارك وتم اعتقالى أنا وأبي واخواتى بدون أي ذنب وتشكيل محاكمة استثنائية لنا وفى النهاية تم الإفراج عنا ولم تتم إدانة أي فرد من أفراد الأسرة فيما كانوا يدعون علينا.


فى الختام كيف يستعد عفت السادات الى الانتخابات البرلمانية القادمة ؟
لماذا استعد وأنا لن أخوض الانتخابات من الأساس.
ولماذا هذا القرار؟
المناخ الفوضوي في البلد، واستمرار ضياع ثوابت الدين الحنيف والإسلام الوسطي المعتدل الذي يحترم الآخر ويحض على السلم والاخاء .. وتحويل الانتخابات من مجرد معركة شريفة بين الآراء والتوجهات السياسية إلى صراع عقائدي ينتج عنه تكفير الناس واستخدام الدين فى الوصول إلى المناصب السياسية، أعتقد أن أي إنسان يحترم نفسه لن يقبل أن يكون متواجدًا في هذا المناخ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق