ميت رومنى..قصة حياة رجل ناجح تتوج برئاسة الولايات المتحدة
11/1/2012 9:54 PM
أ ف ب
سواء أصبح ميت رومني الرئيس الخامس والأربعين للولايات المتحدة أم لا، فإن رجل الأعمال السابق هذا المليونير ينهي حملة انتخابية استمرت حوالى ست سنوات تميزت برغبة قوية في محاولة محو صورة الرجل البارد والانتهازي.
في سنّ الخامسة والستين راكم هذا المورومني الأب لخمسة أولاد والجد لـ18 حفيدًا، نجاحات مهنية: فهو خريج جامعة هارفرد العريقة ومستشار موهوب ورب عمل مثير للإعجاب ومنقذ الألعاب الأولمبية الشتوية في سولت لايك سيتي (يوتا، غرب) في 2002 والحاكم الجمهوري لولاية ماساتشوستس بين 2003 و2007.
نكساته الوحيدة كانت في السياسة، بعد هزيمته في 1994 في السباق إلى مجلس الشيوخ وترشيح أول فاشل للانتخابات الرئاسية في 2008، حيث خسر أمام جون ماكين في الانتخابات التمهيدية.
منذ ذلك الحين، اعتبر رومني مرشحًا دائمًا، وفي حال هزم في انتخابات 6 تشرين الثاني/نوفمبر، فإن ذلك سيشكل من دون شك نهاية حملة طويلة لإقناع أميركا بدعمه، ولا سيما أن في حصيلته عمليات إنقاذ كثيرة لشركات.
لكن مئات ملايين الدولارات التي أنفقها على الدعاية لم تنجح أبدًا في أن تخلص ميت رومني من صورته كرجل متحفظ وبارد يغير فجأة مواقفه الإيديولوجية.
ورومني "الحقيقي" هل هو المعتدل الذي كان مؤيدًا في أحد الأوقات لحق الإجهاض أو هو هذا المتطرف اليميني المؤيد بقوة لاقتطاعات في الموازنة.
ولد ويلارد ميت رومني في 1947 في ديترويت عاصمة قطاع صناعة السيارات في ميشيغن (شمال)، وبدأ الإطلاع على السياسة في سن 15 عامًا حين رافق والده جورج إلى حملة ناجحة لمنصب الحاكم. ثم شهد فشل والده أمام ريتشارد نيكسون في الانتخابات التمهيدية الرئاسية في 1968.
التقى آن ديفيس في 1965 وكان عمرها 15 عامًا. ثم تزوجا في 1969 عند عودة ميت رومني من مهمة تبشيرية للكنيسة المورمونية في فرنسا، وتحديدًا في الهافر وبوردو وباريس، استغرقت سنتين ونصف سنة.
على مدى 30 شهرًا، كان رومني يعمل من الصباح حتى المساء على إقناع الفرنسيين باعتناق هذه الديانة الغريبة الآتية من أميركا. وفي حزيران/يونيو 1968 اصطدمت سيارة بالسيتروين التي كان يقودها، ما أدى إلى مقتل الراكبة في المقعد الأمامي ونجاة رومني.
عند عودته استقر الزوجان في بيلمونت قرب بوسطن في ولاية ماساتشوستس، حيث بدأ رومني دروسه في هارفرد، أرقى جامعة في البلاد، ونال إجازة دراسات عليا في إدارة الأعمال والقانون في 1975.
انضم إلى مجموعة بوسطن كونسالتينغ، ثم ترأس شركة للاستثمار تدعى "باين كابيتال"، ساهم في تأسيسها عام 1984، وغادرها في نهاية التسعينات.
وقام في سياق نشاطاته في الشركة باستثمارات كثيرة، كما أعاد شراء مئات الشركات، ما ضمن له جني ثروة تقدر ما بين 200 و250 مليون دولار. ويقول رومني "لقد امضيت حياتي في القطاع الخاص، وليس في القطاع العام. انا رجل يريد، عبر خبرته، مساعدة الاميركيين". كما لمع صورته حين انقذ دورة الالعاب الاولمبية الشتوية في سولت لايك سيتي عام 2002.
خلال الفترة التي قضاها حاكمًا لماساتشوستس، إحدى الولايات الأكثر تقدمية في البلاد، اعتبر معتدلاً براغماتيًا وإدارياً جيدًا، وقد نجح في امتصاص العجز في ميزانية الولاية.
ومن النقاط المثيرة للجدل في أدائه كحاكم أنه أقرّ نظام ضمان صحي في الولاية شبيهًا بنظام "أوباماكير" الذي أقرّه الرئيس على الصعيد الوطني، والذي يندد به الجمهوريون.
وقلما يلقى رومني تقدير الجناح المتشدد من الحزب، ما حمله خلال الأشهر الأخيرة على تبني خطاب يميني النبرة في المسائل الاجتماعية، مثل الإجهاض والهجرة ومثليي الجنس، ولو أن ذلك جعله عرضة للاتهامات بتبديل مواقفه.
في المقابل حاول المقربون من ميت رومني طوال الحملة تقديمه إلى الناخبين بصورته "الحقيقية"، كما قالوا بصفته رجلاً نزيهًا ومرحًا وإعطاء بعد انساني اكبر لشخصيته.
وفي تجمعاته الانتخابية يتم عرض فيديوهات عائلية له ولقاءات دينية، حيث يروي الزوجان آن وميت والدموع في عينيهما تفاصيل عن لقائهما الاول، واصابة زوجته بالتصلب اللوحي ومحاولات رومني لتوفير المال. لكن سخاء المرشح الجمهوري ليس صوريًا، وانما واقعي، كما يروي سكوت هلمان ومايكل كرانيش في سيرة حياته "رومني الحقيقي".
وبين 1986 و1994 اوكلت اليه مسؤوليات ادارية ومالية واجتماعية بصفته "اسقفا" مدنيا لمدينة بوسطن مكلفا رفاه رعيته. وعلى الصعيد الخاص يواصل اعماله الخيرية، حيث تولى تكاليف دراسة اولاد عائلة محتاجة، واهتم بولد كان مصاباً بسرطان الدم، حين كان في اخر ايامه في المستشفى.
لكن ميت رومني مارس ايضًا ضغوطًا على ام عازبة لكي تعطي طفلها للتبني في وكالة تابعة للكنيسة، وهو ما رفضته. ويأمل رومني في ان يضيف الى سلسلة نجاحاته ان يصبح اول رئيس مورومني في البلاد، وهي الخطوة الوحيدة الناقصة في مسيرة والده.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق