كيف نجيب عن أسئلة الأطفال الجنسية

كيف نجيب عن أسئلة الأطفال الجنسية
2012-09-23 22:56:06 
 
لماذا الحرج والخجل؟
حقاً لماذا نشعر بالحرج والخجل من أسئلة أطفالنا؟

فنحن نجد أن الرب يسوع المسيح كان يجيب على أسئلة كل من سألوه في شتى المواضيع، وفي مناسبات عديدة.
"وكل الذين سمعوه بهتوا من فهمه وأجوبته" (لو 2: 47)
غير أن لهذا الحرج أسبابه

أولاً: المشكلة في فجائية السؤال:
فالطفل قد يسأل في أي وقت، وفي أي مكان فهو لا يراعى أن الوقت غير مناسب، وهو لا يلاحظ أنه سأل في مكان عام مما سبب حرجاً لأهله.

فهو يسأل بمجرد أن يلاحظ شيئاً أو بمجرد ورود السؤال لعقله.

ثانياً: السؤال عن أمر تعلمنا أنه "عيب:
فلقد نشأنا على إن الجنس من الأمور التى لا يصح الكلام فيها!!
ومن يتكلمون عن الجنس يراهم غير مؤدبين بل منحرفين!
ولهذا السبب نحن نكتب الآن لنخلع عن الموضوع ثياب الحياء لأنه ليس في الأمر ما يدعو للحياء لأن الله لم يخلق فينا أمراً معيباً أو مخجلاً.

"فخلق الله الإنسان على صورته على صورة الله خلقه ذكراً وأنثى خلقهم... ورأى الله كل ما عمله فإذا هو حسن جداً وكان مساء وكان صباح يوماً سادساً" (تك1: 27 و31).

ثالثاً: غالبيتنا لا يعرف عن الأشياء التى يسأل عنها الطفل:
فبصراحة لدينا أمية جنسية، ولا نعرف الكثير عن الجنس، رغم أننا متزوجين!!
وجهلنا يقف كعقبة أمام تربيتنا لأولادنا.
رابعاً:حتى وأن كان بعضنا يعرف المعرفة عن الجنس غير أننا لا نعرف كيف سنفهم أولادنا؟

وكيف سنرد على أسئلتهم؟ وكيف سنقدم لهم الحقائق الحياتية والجنسية بطريقة تناسب عقليتهم؟

ومن الأمور المرفوضة في مجال التربية الجنسية أن يسأل سؤالاً جنسياً فيحمر وجه الأم؟! ويبادر الأب بالإجابة على السؤال بنبرة مضطربة فيها الكثير من الارتباك والحرج!
الأطفال سريعوا الملاحظة فيدركون مغزى احمرار الوجه واختلاف نبرة الصوت مما يمنع الطفل من محاولة السؤال مرة أخرى.
قد لا أكون مبالغاً إن قلت أننا - آباء وأمهات - نحتاج أن نثقف تربوياً وجنسياً لان عملية التربية ليست بالسهولة التى نتخيلها.
فلنبدأ أولاً بفهم المفاهيم الهامة والأساسية قبل أن نخوض ونتعمق في الموضوع.

ما هي التربية؟
"التربية عملية إعداد وتوجيه للحياة في مختلف مجالاتها الطبيعية والاجتماعية
والإنسانية وعلى مدى مراحل العمر ولاسيما مرحلة الطفولة"
إذن فنحن نقصد بالتربية أنها العملية التى تساعد في نمو الإنسان شاملاً في كافة مجالات الحياة.

ونسمع عن التربية الرياضية التى تهتم بالنمو الجسمي، ثم التربية الموسيقية التى تهتم بالموسيقى كلغة للوجدان، ثم التربية الدينية التى تهتم بالنمو الديني والروحي، وهكذا سنتعرض لاحقاً بالتفصيل للتربية الجنسية كجزء هام من عملية التربية بصفة عامة.
ولكننا نرجع فنقول أن التربية - من خلال التعرف الذي سبق أن أوردناه - هي عملية يقوم بها الآباء بصفة خاصة، والكبار بصفة عامة (كالمعلمين والخدام وغيرهم) بغرض مساعدة أبنائهم لكي ينمو نمواً سليماً في كافة النواحي الجسدية والنفسية والروحية والاجتماعية وأيضاً الجنسية.
ومع الأسف فأننا آباء وكأمهات نربي أولادنا دون أن تكون لدينا المعرفة الكاملة بماهية التربية!! رغم أننا أمام أمر كتابي واضح يدعونا كآباء وأمهات إلى أن نربي أولادنا بحسب الإنجيل.
"وأنتم أيها الآباء لا تغيظوا أولادكم، بل ربوهم بتأديب الرب وإنذاراه" (أف 6 :4) فإن كنا لسنا على علم بالتربية بصفة عامة فما بالنا بالتربية الجنسية بصفة خاصة.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق