صحيفة أمريكية: مرسى أمامه فرصة
تاريخية للتوسط من أجل الوصول لسلام بارد بين إيران وإسرائيل.. مصر قد
تكون قادرة على كبح جماح أحلام طهران النووية.. وتل أبيب لديها استعداد
للقبول خوفًا من خسارة حليفتها
الثلاثاء، 4 سبتمبر 2012 - 22:15
الرئيس محمد مرسى
كتبت ريم عبد الحميد
قالت صحيفة "هفنجيتون بوست" الأمريكية، إن الرئيس محمد مرسى أمامه فرصة تاريخية للمساعدة فى حل الوضع الإيرانى الإسرائيلى المعقد، من خلال الاستفادة من معاهدة السلام، التى وقعتها مصر مع تل أبيب عام 1979، واستغلال حسن نواياها مع طهران.
وأضافت الصحيفة، أن مرسى فى وضع جيد يسمح له بالتوسط من أجل التوصل إلى سلام بارد، ومنع إسرائيل أو الولايات المتحدة من شن ضربات جوية ضد المنشآت النووية الإيرانية، غير أن الصحيفة استدركت قائلة، إن هذا الأمر لن يكون ممكنًا إلا إذا نحت الأطراف المعنية جميعها خلافاتها الأيديولوجية جانبا، وركزت على المصالح الحقيقية، وجلست على الطاولة بتوقعات سليمة.
وتمضى الصحيفة قائلة، إن هذه الفكرة ستكون نافعة لو لم تستمر مصر وإيران فى تطوير علاقتهما الوليدة، فعلى الرغم من إدانة مرسى لنظام بشار الأسد السورى فى إيران، إلا أن زيارته لطهران للمشاركة فى قمة عدم الانحياز كانت مهمة، فإيران ترى مصر الآن زعيمة للعالم العربى، وشريكا إستراتيجيا محتملا، يمكن أن يساعد فى إنهاء عزلتها، ومرسى من جانبه قد أدرج إيران ضمن حل إقليمى لإنهاء العنف فى سوريا بمقترح تشكيل لجنة رباعية تضمها مع مصر والسعودية وتركيا، ولعل انفتاح المسئولين فى طهران على تلك الفكرة، تعبيرًا عن تحول زلزالى فى موقفهم من دعم الأسد بأى ثمن خوفًا من الهيمنة السعودية الغربية على المنطقة.
وبالتالى، فإن مصر قد تكون قادرة على إغراء الإيرانيين لكبح طموحاتهم النووية مع منحهم حق تخصيب اليورانيوم فقط للمستوى المقبول من المجتمع الدولى، والذى لا يسمح بإنتاج سلاح نووى.
ومن ناحية أخرى، فإن إسرائيل لديها عشرات الأسباب، لدعم مبادرة من هذا القبيل بقيادة مصرية، فالإسرائيليون ليسوا فقط مصابين بالبارانويا، من أن ترفض مصر الاستمرار فى معاهدة السلام، ولكن يخشون أيضًا من خسارة حليفتهم الوحيدة فى المنطقة.
وتشير الصحيفة إلى أن بعض الخبراء الإقليميين يعتقدون أن هذا ممكن لو انتهج الإخوان المسلمون سياسة خارجية مستقلة خلال الشهرين أو الثلاثة المقبلة مع مجرد تلميح إلى ضرورة إعادة التفاوض على كامب ديفيد، ويلفت آخرون إلى أن مخاوف تل أبيب مشروعة، مما يعنى أن يكون الإسرائيليون أكثر استعدادًا للانخراط فى مفاوضات جادة، إلا أن الصحيفة الأمريكية تتحدث عن مشكلة تتمثل فى أن مصر أمامها مسئولية ثقيلة تتمثل فى إحياء اقتصادها، وهو ما يدعو إسرائيل وإيران للقلق.
ومن ناحية أخرى، ولأن مصر تفتقر إلى القاعدة الاقتصادية التى يمكن أن تؤسس على أساسها قوة جيوسياسية، فيجب أن تكون مستعدة لتبنى مصادر أخرى للتأثير، ونظرًا لأن القوة الناعمة هى السلاح الوحيد فى الدبلوماسية الحقيقية فى هذه المرحلة، فيجب أن تكون مصر حريصة على التوسط للتوصل إلى تهدئة بين إسرائيل وإيران، لأن هذا من شأنه أن يعزز مكانتها فى المنطقة.
وختمت هفنجتون بوست، تقريرها بالقول، إنه قبل كل شىء، يجب على كل الأطراف المعنية، الولايات المتحدة وإسرائيل ومصر وإيران، أن تكون على استعداد لتقديم تنازلات كبيرة، وإلا سيخسرون كل شىء، وربما لا ترضى النتيجة النهائية كل الأطراف الذين سيتعين عليهم استجماع الشجاعة السياسية اللازمة لمواجهة انتقادات لاذعة فى الداخل.
الثلاثاء، 4 سبتمبر 2012 - 22:15
الرئيس محمد مرسى
كتبت ريم عبد الحميد
قالت صحيفة "هفنجيتون بوست" الأمريكية، إن الرئيس محمد مرسى أمامه فرصة تاريخية للمساعدة فى حل الوضع الإيرانى الإسرائيلى المعقد، من خلال الاستفادة من معاهدة السلام، التى وقعتها مصر مع تل أبيب عام 1979، واستغلال حسن نواياها مع طهران.
وأضافت الصحيفة، أن مرسى فى وضع جيد يسمح له بالتوسط من أجل التوصل إلى سلام بارد، ومنع إسرائيل أو الولايات المتحدة من شن ضربات جوية ضد المنشآت النووية الإيرانية، غير أن الصحيفة استدركت قائلة، إن هذا الأمر لن يكون ممكنًا إلا إذا نحت الأطراف المعنية جميعها خلافاتها الأيديولوجية جانبا، وركزت على المصالح الحقيقية، وجلست على الطاولة بتوقعات سليمة.
وتمضى الصحيفة قائلة، إن هذه الفكرة ستكون نافعة لو لم تستمر مصر وإيران فى تطوير علاقتهما الوليدة، فعلى الرغم من إدانة مرسى لنظام بشار الأسد السورى فى إيران، إلا أن زيارته لطهران للمشاركة فى قمة عدم الانحياز كانت مهمة، فإيران ترى مصر الآن زعيمة للعالم العربى، وشريكا إستراتيجيا محتملا، يمكن أن يساعد فى إنهاء عزلتها، ومرسى من جانبه قد أدرج إيران ضمن حل إقليمى لإنهاء العنف فى سوريا بمقترح تشكيل لجنة رباعية تضمها مع مصر والسعودية وتركيا، ولعل انفتاح المسئولين فى طهران على تلك الفكرة، تعبيرًا عن تحول زلزالى فى موقفهم من دعم الأسد بأى ثمن خوفًا من الهيمنة السعودية الغربية على المنطقة.
وبالتالى، فإن مصر قد تكون قادرة على إغراء الإيرانيين لكبح طموحاتهم النووية مع منحهم حق تخصيب اليورانيوم فقط للمستوى المقبول من المجتمع الدولى، والذى لا يسمح بإنتاج سلاح نووى.
ومن ناحية أخرى، فإن إسرائيل لديها عشرات الأسباب، لدعم مبادرة من هذا القبيل بقيادة مصرية، فالإسرائيليون ليسوا فقط مصابين بالبارانويا، من أن ترفض مصر الاستمرار فى معاهدة السلام، ولكن يخشون أيضًا من خسارة حليفتهم الوحيدة فى المنطقة.
وتشير الصحيفة إلى أن بعض الخبراء الإقليميين يعتقدون أن هذا ممكن لو انتهج الإخوان المسلمون سياسة خارجية مستقلة خلال الشهرين أو الثلاثة المقبلة مع مجرد تلميح إلى ضرورة إعادة التفاوض على كامب ديفيد، ويلفت آخرون إلى أن مخاوف تل أبيب مشروعة، مما يعنى أن يكون الإسرائيليون أكثر استعدادًا للانخراط فى مفاوضات جادة، إلا أن الصحيفة الأمريكية تتحدث عن مشكلة تتمثل فى أن مصر أمامها مسئولية ثقيلة تتمثل فى إحياء اقتصادها، وهو ما يدعو إسرائيل وإيران للقلق.
ومن ناحية أخرى، ولأن مصر تفتقر إلى القاعدة الاقتصادية التى يمكن أن تؤسس على أساسها قوة جيوسياسية، فيجب أن تكون مستعدة لتبنى مصادر أخرى للتأثير، ونظرًا لأن القوة الناعمة هى السلاح الوحيد فى الدبلوماسية الحقيقية فى هذه المرحلة، فيجب أن تكون مصر حريصة على التوسط للتوصل إلى تهدئة بين إسرائيل وإيران، لأن هذا من شأنه أن يعزز مكانتها فى المنطقة.
وختمت هفنجتون بوست، تقريرها بالقول، إنه قبل كل شىء، يجب على كل الأطراف المعنية، الولايات المتحدة وإسرائيل ومصر وإيران، أن تكون على استعداد لتقديم تنازلات كبيرة، وإلا سيخسرون كل شىء، وربما لا ترضى النتيجة النهائية كل الأطراف الذين سيتعين عليهم استجماع الشجاعة السياسية اللازمة لمواجهة انتقادات لاذعة فى الداخل.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق