عماد الدين أديب المطلوب من مخابرات مصر عماد الدين أديب

عماد الدين أديب المطلوب من مخابرات مصر عماد الدين أديب
2012-09-04 22:39:15

 
ما الذى نريده من جهاز المخابرات المصرية؟ سؤال لم يطرحه أحد، وغير قابل للتداول بسبب حالة الغموض التى تلف دائماً نشاط أجهزة الأمن فى مصر. وقبل أن نطالب بما نريد، علينا أولاً أن نعرف ما هى وظيفة الجهاز التى ينظمها القانون. عقب ثورة التصحيح التى قام بها الرئيس الراحل أنور السادات صدر قانون من البرلمان المصرى اسمه القانون «مائة» الذى ينظم بشكل دقيق وواضح نشاط هذا الجهاز المهم. يؤكد القانون مائة أن جهاز المخابرات يتبع هيئة مدنية تعمل وفق القانون، ولا يوجد لديها أى سلطات استثنائية ومجال عملها الأساسى هو حماية الأمن القومى المصرى وحماية مصالحه فى الخارج. وأعطى القانون الحق الوحيد لتعيين رئيس الجهاز وإعفائه، لرئيس الجمهورية وحده دون سواه. وجهاز المخابرات المصرية مثله مثل أى جهاز مخابرات فى دولة عصرية هو جهاز معلومات بالدرجة الأولى، يبحث ويؤمن المعلومات الأساسية الخاصة بالأمن القومى للبلاد ويقوم بالدرجة الأولى بدور وقائى فى منع أى اختراقات للأنظمة أو المؤسسات المصرية من قوى أجنبية تهدف إلى التآمر عليه أو التعرف على أسراره القومية، وتضع مصالح البلاد فى حالة انكشاف. وفى العهد الناصرى كان مجال العمل الرئيسى لهذا الجهاز هو مواجهة محاولة الاختراق من جهاز الـ«سى. آى. إيه» وشبكات التجسس الإسرائيلية خاصة عقب هزيمة 1967. وتغيير مجال العمل الحيوى للجهاز عقب زيارة كسينجر لمصر عقب حرب أكتوبر وعقب زيارة الرئيس السادات إلى القدس المحتلة عام 1977 من «العمل الإيجابى العدائى» إلى مرحلة أكثر تعقيداً، وهى مرحلة التنسيق من ناحية والرقابة من ناحية أخرى. فى حالة الحرب تصبح المهمة لجهاز المخابرات صريحة وواضحة، وهى حالة مواجهة عدو صريح لا التباس فى أسلوب رصده أو التعامل معه، أما فى حالة التعامل مع الشريك الأمريكى، والطرف الإسرائيلى الذى تم توقيع معاهدة سلام وعدم اعتداء معه، فإن المهمة باتت أكثر تعقيداً. ورغم الصداقة مع الطرف الأمريكى، فإن ذلك لم يمنع جهاز الخدمة السرية فى مصر عن كشف ومنع أى اختراقات أمريكية داخل النظام والبلاد، وقد تم ذلك فى صمت شديد ولكن أيضاً مع كثير من الشد والجذب مع الطرفين داخل غرف الاجتماعات المغلقة. وتم الكشف عن نشاط تجسس استخبارى وجواسيس يعملون لصالح واشنطن، آخرهم «جرابيل» الأمريكى الإسرائيل. وبالنسبة لإسرائيل فإنه رغم وجود تنسيق أمنى معها فيما يختص بالحدود بين البلدين وتعاون فى مجال الحوار الفلسطينى الإسرائيلى، فإن ذلك لم يمنع هذا الجهاز من الكشف عن أكثر من 6 شبكات إسرائيلية فى فترة زمنية محدودة والوصول إلى معرفة المستوى الأعلى فى عمليات التجنيد والتمويل. إذن ما المطلوب من هذا الجهاز الآن؟ نعتقد أن هناك 4 ملفات رئيسية تفرض نفسها بقوة؟ أولاً: حقيقة الوضع فى سيناء والوصول إلى قمة تفاصيل التنظيمات التخريبية الساعية إلى فصل هذا الجزء العزيز عن تراب الوطن الأم. ثانياً: متابعة اتجاهات النشاط الإسرائيلى داخل مصر وإيقافها. ثالثاً: إيقاف أى اختراق أمريكى أو عمليات تمويل عربية لقوى سياسية مصرية بهدف إفساد سلامة الوطن. رابعاً: توفير المعلومات الدقيقة لصانع القرار فيما يختص بالأمن القومى المصرى وطرح بدائل عملية للتنفيذ.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق